لقاح كوفيد 19 بين الخرافة والعلم

شعرنا بالتفاؤل، لدى بداية إعلان الشركات، لإنتاج لقاح لفيروس كورونا، وبدأنا نعد الأيام لهذه اللحظة، التي سنأخذ فيها اللقاح، وينتهي الكابوس الذي عشناه على مدى سنة كاملة.
ولتقريب الوضع أكثر وجعله وطنياً، على مستوى المغرب فقط، فتصريح الحكومة المغربية الأخير بشأن تعميم التلقيح، لكافة المغاربة بنسبة تتجاوز الثمانين بالمئة باللقاح الصيني “سينوفارم” الذي لحد الآن لا يوجد ترخيص مستجد ودائم لمنظمة الصحة العالمية حول استعماله؛ في خضم كل هاته التضاربات والتساؤلات، وجد المواطن المغربي نفسه بين نارين، أن يخضع ويثق في حملة اللقاح وينتشي بفرحة النجاة واستئناف الحياة الطبيعية، وبين تأويلات وأقاويل تصب في اتجاه آخر… اتجاه المؤامرة والتحكم في البشر؛ تقول نظرية المؤامرة أن القوى التي تتحكم حقا في مثل هاته القرارات هي قوى خفية اقتصادية، تقف خلف ربح الشركات الكبرى، ولوبيات صناعة الأدوية، ينضاف إليها مخطط التحكم في البشر والذي ذهبوا به إلى أبعد مدى، فهناك من اختلط عليه الأمر بالتكنولوجيا المتطورة التي تشبه إلى حد ما شريحة “إيلن ماسك” بهدف التجسس على البشر، وهنا يكمن ضعف هذا الادعاء، كيف لا وأن هاته الأخيرة لا زالت في طور التجارب والحصول عليها لفائدة آلاف فقط من المواطنين قد يكلف ميزانية دولة بأكملها.
إن صدق اللقاحات المتواجدة لحد الآن من عدمه، رهين بمدى تطور الإطار العلمي، ورغبة العالم بأسره في تخطي هذه الجائحة، وإن أي أطروحة منافية لذلك تبقى فارغة إن لم تدعم بأدلة تقطع الشك باليقين، فسوق الآراء لا يقفل مادامت التيارات الكبرى المسيرة للعالم تتصارع فيما بينها.