لا تؤذن يا بلال بن رباح…

لا تؤذن يا بلال بن رباح…
حكيم العسبي.

بعد فرض النظام الجزائري غدًا ان تكون خطبة الجمعة،عن فلسطين والصحراء المغربية…بمعنى الدخول في حرب الوعظ والمقدس داخل المساجد….يكون النظام الجزائري قد استنفد كل طاقاته لتغيب عنه الحكامة…..لكن في هذه الحرب الجزائر خاسرة..،فأمام المغرب كمؤسسة دينية بعمق تاريخي وقنوات قوية داخل العالم الاسلامي…بزواياه،وشيوخه… ستكون مؤسسة الجزائر قد اصبحت أمام المغرب تحت مايسمى Bearhug عناق الدب…أي كسر الرقبة.

لكن مايجب ان نفهمه،ان النظام الجزائري بذهابه الى المسجد معناه انه فقد كل آليات تأطير الشارع…وأن الحراك الشعبي للمجتمع المدني،أضعف المؤسسة الحاكمة…كل الصراع بين الجزائر والمغرب،كانت بين الايديولوجي الثوري بمؤسسة الحزب الواحد وهو جبهة التحرير الوطني و نظام مغربي ملكي كانت خصوصية الشرعية الدينية بارزة وحاظرة فيه….

المشكل ومايفهم،ان النظام الجزائري لازال يتعامل مع المغرب على أساس ان الملك هو الحسن الثاني…وليس محمد السادس..نحن أمام ملكين بقناعات وطنية واحدة،لكن بأسلوب مختلف…ولهذا عندما نتبين أدوات الصراع من لدن الجار،يخيل لنا اننا لازلنا أمام زمن بومدين(بمصطلحاته الفاظه وخططه)….

أن تمر الجزائر الى المسجد،له أولى القراءات ان جبهة البوليساريو قد ماتت الموت الإكلينيكي…وأنها انهزمت في شوارع اوروبا أمام حظور جالية مغربية اصبحت تنزل الى الشوارع بهاجس وطني واضح لتشكل الدرع الاول في قضية وطنية…وامام موج فيسبوكي مغربي،يصل مداه الى شواطئ غزة وفلسطين…تم وَهْم الغاء اطلاق النار وقف عند إسهال من البينات لحد النكتة…..والاهم تعاقد ملكي شعبي على مكتسبات وطنية.

إذا كان المغرب قد وصل الى المكتب البيضاوي بالبيت الابيض..فالجزائر ،اقصى ماوصلت اليه هو باحة المسجد…وإذا كان المغرب وصل الى قلم رئيس أمريكا ليوقع بيان الاعتراف…فالجزائر ،تقف عند رجلي خطيب الجمعة…هل المغرب سينفذ Bearhug..على خصم،نزلت ركبتاه الى الأرض….

أكيد لن يفعل،لانه ليس منطق الدبلوماسية المغربية..منذ زمن الحسن الثاني..ولا كانت منطق محمد السادس….لان المغرب ماينتظره هو ان تنضج الأزمة عند الجار،لإنتاج نخبة مدنية بديلة حتى لو اقتضى انتظار عقد آخر….لانه احسن بكتير من التعامل مع نظام يطلق النار على رجليه.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *