طلوع… يقرأ خلفيات اجتماع القصر حول تحيين مبادرة الحكم الذاتي
في سياق النقاش حول الاجتماع الذي احتضنه القصر الملكي بين مستشاري جلالة الملك وقيادات الأحزاب السياسية، أكّد الدكتور عبد الإله طلوع الباحث في القانون العام والعلوم السياسية أن هذه الخطوة لا تأتي بمعزل عن الالتزام الملكي المعلن أمام الأمم المتحدة بضرورة تحيين مبادرة الحكم الذاتي لسنة 2007، وجعلها أكثر انسجاماً مع التحولات العميقة التي عرفها الملف خلال السنوات الأخيرة.
وشدّد الدكتور طلوع على أن التحيين ليس شكلاً أو إجراءً تقنياً، بل هو جزء من رؤية استراتيجية للدولة لإعادة ضبط صياغة المبادرة بما يلائم اللحظة السياسية الراهنة.
ونوّه بأن هذا الاجتماع يعكس حقيقة راسخة مفادها أن قضية الصحراء المغربية ليست قضية حكومة ولا قضية حزب، بل قضية دولة ومجتمع بأكملهما، وهو تأكيد على أن الوحدة الترابية ليست موضوعاً يُدار من زاوية ضيقة، بل إطاراً جامِعاً يترسخ فيه إجماع وطني واسع عبر العقود.
وتحدث الباحث في العلوم السياسية عن البعد الرمزي والسياسي لهذا اللقاء، مستحضراً مفهوم “الإجماع الوطني المتحرك” الذي شكّل إحدى ركائز التفكير الاتحادي منذ زمن عبد الرحيم بوعبيد، هذا الإجماع، كما يقول، يتطور باستمرار، ويتكيّف مع التحديات الجديدة، وينبع من التلاحم التاريخي بين العرش والشعب، بما يجعله قوةً متجددة لا تتآكل مع الزمن.
وفي مستوى آخر، شدّد طلوع على أن إشراك الأحزاب في هندسة مقترحات تحيين المبادرة يقدّم صورة واضحة بأن الخيار الديمقراطي ليس شعاراً بل ممارسة ثابتة. فمبادرة ترتكز على آليات تدبير ذات روح ديمقراطية لا يمكن أن تُصاغ إلا من خلال فاعلين سياسيين يمثلون التعددية الوطنية ويعكسون نبض المجتمع. وهنا يبرز البعد الديمقراطي كمكوّن أساسي في سردية الدولة تجاه العالم.
كما أكّد أن لهذا الاجتماع رسائل موجهة للخارج بقدر ما هي موجهة للداخل، فبعد ليلة 31 أكتوبر، أصبحت كل خطوة تتعلق بالملف تحت مراقبة دولية دقيقة، ومن ثمة، فإن المغرب يقدّم نفسه باعتباره دولة مؤسسات، تتصرف بهدوء، وتشتغل وفق قواعد التشاور، وتعرض خياراتها بوضوح وبلغة سياسية متماسكة.
وفي ختام قراءته، شدّد طلوع على أن الاجتماع يحمل أيضاً بُعداً تفاوضياً لا يمكن إغفاله. فهو يبرز الحد الأدنى الوطني الذي تتحرك داخله الدولة، والمجال الذي لا يمكن تجاوزه في أي نقاش مستقبلي. كما يندرج ضمن تقليد مغربي راسخ في تدبير القضايا الكبرى عبر التشاور وصيغة المذكرات، كما حدث سابقاً في الدستور، النموذج التنموي، مدونة الأسرة، والانتخابات… غير أن ما يميز هذه المحطة هو الوزن الرمزي والسياسي للشخصيات المشرفة على العملية.
هكذا، يرى الدكتور طلوع أن اجتماع القصر لم يكن لقاءً عادياً، بل محطة Strategic تعيد ترتيب المقاربات وتمنح ملف الصحراء إطاراً سياسياً جديداً، يؤسس لمرحلة أكثر وضوحاً وثقة وإجماعاً.


اخر شيء هو ان يكون خبير مادام يستعمل لغه الخشب وياتي بمعلومات ومسلمات لاتغني ولا تسمن من جوع اخبار…قضيه الصحراء كانت دوما اهتمام وطني والاجتماع يكرس دالك …تانيا اجتماع الاحزاب لم يستطع ان يبين هل كان استشاري او مجرد اخباري …الخ هدا السيد دليل اخر على فشل التكوين الجامعي وقله المهنيه والشجاعة الادبيه