رأينا…حقوق الانسان و”محامي الشيطان”

رأينا…حقوق الانسان و”محامي الشيطان”
مصطفى لمريزق

كنت محظوظاً ( في الأعوام الماضية) بحضور أشغال الدورة التاسعة والعشرين ( ودورات أخرى) لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، بجلساتها العامة ولقاءتها الموازية حول أوضاع حقوق الانسان، والهجرة والرشوة في ارتباطها مع انتهاكات حقوق الانسان..ومواضيع أخرى ذات الصلة..
كنت محظوظا لأني تعرفت على وجوه عالمية وشخصيات بارزة في مجالات الديبلوماسية الحقوقية وتمثيلية الدول والمؤسسات الاستشارية وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة والمناضلة في حقل حقول الانسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية..
كنت محظوظا لأني وقفت على جهود المملكة المغربيةفي مجال حقوق الانسان داخل المغرب وخارجه بفضل تضحيات الجميع..
كنت محظوظا لأني استمتعت بشهادات الاحترام والتقدير في حق المغرب، وكذا شهادات النواقص التي لازالت تعترض مسار البناء الحقوقي الطويل، في جو من الاحترام والتفاعل والتقدير..بعيدا عن ما كان يروج له في الكواليس وفي الممرات، من طرف أعداء أنفسهم ، والحاقدين على أي تقدم في مجال حماية حقوق الانسان، والمختصين في البروباغندا السوداء الرقمية، وتحريك الإعلام الرخيص والجماعات الانفصالية، وأبواق الأكاذيب والمزايدات الموشومة بالحقد والتآمر.
فما روجت له وكالة أنباء الجارة الشقيقة من كذب وبهتان في الأونة الأخيرة، بمناسبة انتخابات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مدينة
جنيف السويسرية، إلا وجها من وجوه ما عاشناه عن قرب بعين المكان.
حيث تداولت معطيات لتغليط الرأي العام، ولخدمة الآلة الدعائية لجبهة الانفصال.
إن الادعاء بأن المغرب فشل في الانضمام لهذه الهيئة الدولية، يؤكد مرة أخرى أن حكام الجارة الشقيقة يقلقهم حتى العظم مسار النضال الحقوقي للمغاربة من الحق في الحياة إلى الحق في المساواة بين الرجل والمرأة، مرورا بالنضال من داخل المؤسسات ومن خارجها، من أجل فعلية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
أخيرا، في ظل ما يشهده العالم من مخاض شديد و تحولات كمية وكيفية، لم يعد من المقبول هدر الزمن الحقوقي مع “المحامي الشيطان”.. فمغرب المستقبل يسكننا وينتظرنا، واحترام حقوق الانسان واجب علينا، ولدينا كل الشجاعة لندرك ونعترف بنواقصنا عندما نراها تنتهك.
المريزق. م (الطريق الرابع)

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *