ديمقراطية الرعاع مجرد رأي في الديمقراطية

ديمقراطية الرعاع مجرد رأي في الديمقراطية
بقلم فؤاد الجعيدي

دأب الأستاذ عبد الرحيم الوالي في المدة الأخيرة وضمن إطار مجموعة، نقاشات فكرية وسياسية، والتي تم فيها التوافق، على إعادة النظر في مجموعة من المسلمات والتي آمنا وتشبعنا بها منذ زمن المراهقة .
ونعيش اليوم، قلقا عميقا، لإعادة النظر في كل المسلمات، بكل جرأة ومسؤولية، بعدما باتت كل فصائل اليسار، تعيش حالة من الارتداد ولم تقو منذ سبعة عقود على إنجاز التحولات المطلوبة في واقع، هيمنت فيه الرؤى المحافظة والنزعات الإسلاموية ، وصارت الغلبة لقوى الرأسمال الوطني في السياسات العمومية.
وهي اجتهادات تستحضر، تقديم بدائل للارتقاء بالمجتمع المغربي، إلى شروط جديدة، من الممارسة السياسية، تناهض الاقصاء وتستهدف التصدي، لاعتبار العمل السياسي مجالا للكسب والثراء، بقدر ما هو قناعات وفي كل ديمقراطيات العالم، لتصريف أفكار وتصورات تساهم في مواجهة القضايا والإشكاليات المطروحة، في عالمنا المعاصر والتحولات العميقة، التي عرفها منذ العقد الأخير للقرن الذي ودعناه.
وإذا بمدير نشر جريدة تدعى النهج الديمقراطي، يهاجم الزميل الوالي برعونة فقط لأن له موقفا مختلفا عن موقف(مدير النشر) وتقديرا سياسيا مختلفا عن تقديره في موضوع التطبيع مع إسرائيل.
لنكن واضحين متى كان الاختلاف بين الناس يفسد للود قضية؟
ومتى كان التقدير الشخصي للأمور، والذي تتحكم فيه تجارب الفرد الشخصية من نفسية واجتماعية ومستواه المعرفي وطبيعة الأفكار التي تمثلها واقتنع بها، أن يكون محطة سب وشتم بنعوت بذيئة توحي باستلهامها من قاموس الرعاع( حلايقي/ببغاء/ولأنك مجرد حلايقي فلو قال ترامب أو اسرائيل العكس في القضية الوطنية فستردد كلام الأسياد..
لأنك لا تقوم لحد الأن سوى بأفعال الجبناء..) لا داعي للاستمرار في هذا القاموس السمج، وفي خطورة تأويله الذي ينهض من أحكام القيمة.
آسف على هذا النهج الديمقراطي، الذي ليست له القدرة على مناقشة الأفكار، وليس له الاستعداد على اعتبار، أن القناعات تدخل في إطار باب الحق في حرية التعبير، وهو الحق الذي يتساوى فيه كل البشر.. لكن الفكر العدواني الذي يمثله هذا الشخص، الذي له نهج ديمقراطي خاص، يقوم على فكرة واحدة هو لوحده يضيئ البلاد ولا أحد قبله ولا بعده ولا فوقه ولا تحته.
ولله في خلقه شؤون.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *