حنان رحاب تكتب …. الملك عندو شعبو.. والشعب عندو ملكه

حنان رحاب تكتب …. الملك عندو شعبو.. والشعب عندو ملكه
بقلم : حنان رحاب

بعض الفيديوهات والتصريحات التي أعقبت الخطاب الملكي الأخير لم تكن في مستوى اللحظة ولا في عمق الرسائل التي حملها. إذ انبرى بعض السياسيين والمنتخبين لتأويل الخطاب بشكل سطحي، وكأن الملك انتصر لطرف على آخر، أو كأنه وقف في صف الحكومة ضد الشباب المحتج، في حين أن الحقيقة بعيدة كل البعد عن ذلك.

الملك هو ملك لجميع المغاربة، لا يمكن أن يكون ضد فئة من شعبه، ولا أن يصطف مع جهة دون أخرى. فقد كان، ولا يزال، في خطاباته ينتقد أداء الحكومات والمنتخبين، ويشخص بوضوح مكامن الخلل في تدبير الشأن العام، داعياً دوماً إلى العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق المجالية وتحسين الخدمات العمومية.

خطاب الأمس، كما هو واضح من سياقه ومناسبته، كان موجها إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية، أي أنه خطاب مؤسسة لمؤسسة. لذلك فحين دعا الملك المنتخبين إلى القيام بدورهم التأطيري، والاقتراب أكثر من المواطنين، والاستماع إلى احتياجاتهم، كان يمارس النقد البناء ويضع الأصبع على مكمن الداء، لا يمنح تزكية لما هو قائم.

أما من أراد أن يجعل من الخطاب فرصة لتصفية حسابات سياسية أو حزبية، أو لتبرير تقصيره في التواصل مع المواطنين، فذلك لا يعكس سوى قصور في الفهم وضيقًا في الأفق. فالملك، بحكم موقعه، لا يشتغل بمنطق الاصطفاف، بل بمنطق التوازن والمسؤولية الوطنية.

استدراك لا بد منه:
الملك عندو شعبو، نعم… والشعب عندو ملكه.
أما العدو، فلا يوجد لا في الشعب ولا في الملك.
فكفى من “التحنقيز” والتهافت في غير محله، لأنه لا يسيء إلا لصورة السياسي المسؤول، إن كان فعلا مسؤولا.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *