تفاصيل خطة “البنتاجون” الممنوحة لأوروبا قصد تطويق روسيا؟

في خطوة استباقية قبيل تاريخ 20 يناير 2025 م، وبعد معرفة ” البنتاجون” بنوايا الرئيس “دونالد ترامب”، الذي يعلن علانية تعاونه مع روسيا ، في العديد من الملفات أبرزها، محاولات روسيا الجارية لتفكيك حلف ” الناتو”، و تدميرها لعلاقة أوروبا الغربية بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي العلاقة الذي تمخضت عنها ” اللجنة الثلاثية” و “مؤتمر بيلدربيرغ”، إذ يمتد توافق “دونالد ترامب” مع رؤية موسكو، في تقويض حلف دول “الكومنولث”، من خلال تهديده لكندا،مرورا لرغبته في إنهاء حرب أوكرانيا، وفق الشروط التي تريد فرضها موسكو على كييف، حيث اتضحت رغبة الرئيس الأمريكي الملحة في إخراج “الكرملين” من ورطة حرب الاستنزاف هذه، التي طالت أسلحة الجيش الروسي على الساحة الأوكرانية.
لذلك، وقبيل خروج الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، من “البيت الأبيض”. قام البنتاجون عبر استخباراته “دي.أي.إي”، بتمرير خطة حربية لأوروبا عبر محور لندن – باريس، كان قد أعدها سابقا ، و تعمل على تطويق الجيش الروسي، وذلك في مواجهة أي تطور يؤول لحرب كبرى بين الأمريكيين و الروس، وقد تم تسريب تفاصيل هذه الخطة لكل من استخبارات “إم.أ ي.6” البريطانية، و مديرية الاستخبارات الخارجية الفرنسية، وهو ما نتج عنه زخم جديد في أوروبا لمواجهة روسيا في أوكرانيا، وهو أيضا ما يتضمن بين طياته البعد “الجيو بولتيك” الهام للبحار.
إلى ذلك، ستتزعم كل من لندن وباريس قيادة أوروبا، في مواجهة التهديدات الروسية، وذلك باعتبار المملكة المتحدة و الجمهورية الفرنسية قوتين نوويتين عظميين. هذا، وقد تقرر إنشاء قوة جوية أوروبية، تضم ما بين 120 إلى 220 مقاتلة لحماية أجواء أوكرانيا، من الهجمات الروسية، وهي الخطة العروفة باسم ” درع السماء”، تهدف إلى إقامة حماية جوية بقيادة مشتركة أوروبية، تعمل بشكل مستقل عن حلف شمال الأطلسي”ناتو”، مع نشر ما بين 10000 جندي أوروبي إلى 40000 على الأرض الأوكرانية، إذ تحضي هذه الخطة بدعم عدد من القادة العسكريين و السياسيين السابقين من بينهم فيليب بريدلاف القائد السابق للقوات الجوية الأمريكية في أوروبا، والسير ريتشارد شيريف، نائب القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي “ناتو”، و ألكسندر كفاشنيفسكي، الرئيس البولندي الأسبق، جابريليوس لاندسبيرجيس، وزير الخارجية الليتواني السابق، الذي قال: ” تنفيذ “درع السماء” سيمثل خطوة رئيسية لتعزيز الدور الأوروبي في ضمان أمن أوكرانيا بشكل فعال و كفء.”
بالإضافة إلى ذلك، تتضمن خطة “البنتاجون” الممنوحة لأوروبا، تطويقا محكما ضد التحركات المحتملة للجيش الروسي، حيث دفعت الخطة بتوحيد التنسيق العسكري بين وزارة الجيوش الفرنسية و وزارة الدفاع البريطانية عبر قواعدهم العسكرية المنتشرة حول العالم. حيث تحسم خطة ” البنتاجون ” في غلق البحر الأبيض المتوسط من شرقه إلى غرب أمام الجيش الروسي ، وذلك انطلاقا من قاعدة ” أكروتيري” البريطانية في قبرص، إلى جبل طارق. وهو ما ستدعمه بشكل غير معلن قاعدتي ” أنجرليك” و “ألكزندروبلس”. هذا، و تضمن القاعدة العسكرية الأوروبية المشتركة بجزيرة “جرينلاند” الدعم و الإسناد لدول البلطيق المجاورة للمحيط المتجمد الشمالي أقصى غرب روسيا، حيث سيغلق الأوربيين الممرات السالكة ببحر البلطيق في وجه الجيش الروسي، وهو ما يضمن أيضا تسللا أوروبيا إلى داخل الأراضي الروسية، عبر السويد و فلندا و الدنمارك و النرويج. و تضمنت خطة “البنتاجون” أيضا، تطويقا للجيش الروسي من جهة مساحة البحر الهادي الشاسعة و الباسيفكي إلى أقصى شرق روسيا حيث جزر الكوريل اليابانية التي تحتلها روسيا، و ذلك عبر الدعم البريطاني المنطلق من أستراليا إلى كوريا الجنوبية فاليابان.
وهو ما دفع بالأوروبيين لاعتماد خيار الدفاع عن أنفسهم، في ظل فترة “دونالد ترامب” الرئاسية، إذ يعتبر أول رئيس أمريكي يعلن تعاونه مع دولة معادية للولايات المتحدة الأمريكية.
إلى ذلك، ينظر “الكريملين” بحذر شديد، لأي خطوة قد يقدم عليها بشرق المتوسط ضد الأوروبيين، قد تزعج إسرائيل باعتبار شرق المتوسط مجال النفوذ الأساسي للجيش الإسرائيلي، حيث يمتد هذا النفوذ إلى القرن الأفريقي و باب المندب و خليج عدن، إذ يسعى الروس لتفادي أي دعم محتمل يقدمه جيش “تسحال” لأوروبا في صراعها معهم، إذ يمكن اعتبار إسرائيل الدولة الوحيدة القابلة للاندماج، مع أي وضع دولي ينتج عن التغييرات الطارئة على النظام العالمي، باعتبارها الدولة الأكثر تلقيا للدعم من جماعة المتنورين ، و مؤتمر بيلدربيرغ، و تجمع البنائين الأحرار حول العالم ، و اللجنة الثلاثية، و الدول السبع الكبرى ، بالإضافة للفاتيكان. إذ هذا ما دفع بالكرميلن مؤخرا للابتعاد عن أية علاقة بجماعة الحوثي أو حزب الله أو منظمة حماس، حتّى ولو كانت عبر الإيرانيين و بشكل غير مباشر، فطهران بدورها تخشى ما تخشاه من “دونالد ترامب”، الذي يريد خدمة مصالح إسرائيل، للتغطية على حربه ضد الدولة العميقة بأمريكا، و التي انخرط فيها خدمة للكريملين.
صحافي مغربي