المغرب… بين استهدافات الجزائر ومناورات الحلفاء المتحوّلين

 المغرب… بين استهدافات الجزائر ومناورات الحلفاء المتحوّلين

بقلم : بوشعيب نجار 

لم يعد خافيا أن ما هز الرأي العام المغربي في الأيام الأخيرة لم يكن فقط تصريحات منسوبة لإيلون ماسك خلال زيارته لمراكش، بل ما كشفته تلك “الحكاية” من حقائق أعمق تتعلق بشبكات إقليمية تشتغل منذ سنوات لضرب استقرار المغرب.

وأيا كان موقع قطر ضمن هذا النقاش، فإن البوصلة الحقيقية تشير في النهاية إلى جهة واحدة: الجزائر، صانعة الأزمات، ومختبر التحريض الإقليمي.

فالمغاربة يعرفون جيدا أن العداء الجزائري للمغرب ليس وليد الأمس، ولا هو نتيجة خلاف عابر، بل مشروع ممتد تضخ فيه الأموال والعقائد والتحالفات، وتحركه حسابات تاريخية وعقد نفسية، تسعى لجر كل من يتقاطع معها نحو موقف عدائي من المملكة.

الجزائر… المركز الحقيقي للمؤامرة

ما أصبح واضحا اليوم هو أن الجزائر تعمل على بناء محور إقليمي هدفه الوحيد محاصرة المغرب دبلوماسيا وإعلاميا وشعبيا.

سواء عبر استغلال الملف الصحراوي المغربي، أو عبر التمويل المشروط لبعض المنصات الإعلامية الإقليمية، أو عبر السعي إلى توظيف موجات الغضب العربية ضد المغرب كلما سنحت الفرصة.

وإذا كانت بعض الدول الخليجية  قطر تحديدا قد ظهرت أسماؤها في النقاش الذي أثاره “تسريب ماسك”، فإن البصمة الجزائرية تبقى الأكثر وضوحا؛ فهي التي تتقن صناعة الدعاية السوداء، وهي التي تبحث باستمرار عن “واجهات” تبث من خلالها خطابها المعادي للمغرب.

وليس سرا أن الجزائر تستخدم اليوم الحرب الناعمة، من خلال التأثير الإعلامي الرقمي، وتوظيف المنصات الشبابية، ومحاولة تحريك فئات داخلية عبر رسائل مشفرة أو مباشرة.

منصات تُبث من الخارج… بعقل جزائري

المنصات التي هاجمت المغرب في الأيام الأخيرة لا تحمل فقط خطابا عدائيا، بل تحمل البصمة الجزائرية الكلاسيكية:خطاب ممزوج بالتشكيك في المؤسسات، ترويج روايات جاهزة، استثمار كل حدث ولو كان بسيطا، واستحضار لغة التفرقة.حتى حين تظهر قطر في الصورة، لا تظهر كعدو مباشر، بل كـ أرض تستغلها الجهات المعادية للمغرب. وهذا ما يجعل السؤال الأكبر يتجه دائماً نحو الجزائر:

لماذا كل هذا الهوس بالمغرب؟

ولماذا كلما تقدمنا خطوة، تسارع الجزائر لخلق ضجيج في المنطقة؟مغرب اليوم… أكبر من مناورات الخصوم المغرب دولة تمتد جذورها لقرون، ويقودها جلالة الملك محمد السادس بمنطق استراتيجي يجعلها فاعلا إقليميا ثابتا.

ولذلك، فإن كل هذه الحملات سواء شاركت فيها منصات خليجية أم لم تشارك  تبقى في النهاية نتاجا مباشرا للعقل الأمني الجزائري الذي يعيش منذ عقود على فكرة “العصر الذهبي” المفقود.

لكن المغرب ليس دولة يمكن جرّها إلى هذه المستنقعات.وليس شعبا يمكن التلاعب بعواطفه عبر فيديوهات مصطنعة أو حملات ممولة.فالمغاربة يعرفون خصمهم الحقيقي، ويعرفون جيداً من يريد الشر بهم ومن يناور فقط.

الجزائر… أزمة هوية قبل أن تكون أزمة حدود

جوهر المشكلة ليس المغرب، بل حالة الارتباك السياسي والهووي في الجزائر، التي لم تستطع منذ عقود بناء مشروع وطني جامع، فوجدت في العداء للمغرب وسيلة لإطالة عمر السلطة.

وكلما اشتعل الداخل الجزائري، اشتعلت معه الحملات ضد المغرب.وكلما فشلت “الرؤية” الجزائرية داخليا، حاولت تصدير الفشل إلى الخارج.

سواء أكان ما قاله ماسك دقيقا أو مبالغا، فإن الرسالة التي تلقاها المغاربة كانت كافية لتجديد الوعي بالتحالفات الإقليمية.

الخصم الحقيقي واضح، والجهة التي تمول وتخطط وتؤثر باتت معروفة ،أما المغرب فلا تهزّه منصات مأجورة ولا حسابات وهمية.

فالمملكة تسير في الاتجاه الصحيح، والمغاربة أكثر تماسكا مما يظن خصومهم.ومن يعتقد أنه قادر على زعزعة استقرار هذا البلد، فليجرب…

وسيعرف كما عرف كثيرون قبله أن المغرب أكبر من مشاريعكم، وأنه بلد لا يهزم، لا بالحرب ولا بالتحريض.

شكرا : لإيلون ماسك

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *