الله تعالى خلق الإنسان وكرمه….، فمن أهانه …؟؟

الله تعالى خلق الإنسان وكرمه….، فمن أهانه …؟؟

 

مجلة24: عمر أياسينن

عندما ننتقد الأوضاع و الأوجاع لما يقع في مدينة الفنيدق فليس الهدف منه مأرب شخصية او حسد او نحمل حقد لأحد ،ننتقد بناء على ما نعيشه ونراه و نصادفه من معاناة الإنسان بهذه المدينة الطاهرة، وفضلها الكبير على الجميع لا ينكره إلى حاقد ، ننتقد عندما يزورك رجل من أبناء المدينة مرفوقا بأبنه الذي اتخده كعصى للطريق ومرشده في النهار بعدما فقد النضر بإحدى عيناه والعين الاخرى لا يرى بها إلا البياض ،ويستجند لأنه لا يملك مبلغ لإجراء عملية للأنقاذ عينه الواحدة فقط، ليعيش بها ما تبقى من عمره ويرى بها نور النهار لأنه يعيش ظلام دائم منذ أن فقد عيناه وقامت الشركة بنزع عداد الكهرباء قبل سنة وجعل كل الأسرة تعيش الظلام لأنه لم يستطيع أداء ما بذمته وأصبح مفروض عليه الظلام ليلا و نهار وكأنه أحد مرضى متلازمة النيكتوفيليا.

ننتقد أيضا عندما يزورك رجل مسن يؤدي اليمين أنه لا يملك ولو درهما واحد ولا يطلب شيء لنفسه إلا مبلغ لشراء دواء لابنه المصاب بخلل عقلي يحول حياته بمنزله الذي يأويه ويخفف عنه من شدة الفقر والاحتياج إلى جحيم و عذاب وصراخ عند انتهاء اخر قرص من الدواء ولم يملك ثمنه ويبدأ في البحث عن المبلغ او من يشتري له الدواء وكأن هذا الأمر هو من سوف ينقده من أعباء الحياة وقسوة الواقع أو حلم يريد تحقيقه. وما هذه المعاناة إلا الشجرة التي تخفي الغابة.

ننتقد و ننتقد و ننتقد لأنني أختنق واعاني و أتأسف لأننا قد بتنا أمام ظواهر تعود بنا إلى عهود قد خلت، عندما كان الإنسان فاقدا لزمام أمره، وعبدا لقوى التملك والنفوذ، حيث كانت تمارس عليه كل أشكال التمييز والعنف والعنصرية والإذلال، دونما أن يقوى على مجابهة ذلك الظلم والتمرد عليه، فكان مجرد أداة للسخرة، وجثة بلا روح، تمشي على الأرض من غير هدى ولا سبيل، في رحلة بحث مضنية عن شعاع منير يهدي إلى طريق السعادة، فكان لابد من السير فوق الأشواك للوصول إليها اذا صحى ضمير من مات ضميرهم.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *