الحرب العالمية الثالثة و ضرورتها الملحة لتشكيل الحكومة العالمية أفق 2045

إنّ ضرورة اشتعال شرارة الحرب العالمية الثالثة، بالنسبة للهيئات الدولية، التي تحكم العالم، و -طبعا- حسب رؤيتهم، أصبحت ضرورة ملحة من ضرورات المرحلة، وذلك قصد تمكنهم من تأسيس حكومة عالمية، تجمع تحت مظلتها كل دول العالم، في زمن حدد أفق سنة 2045 م، وهو ما يتماشى مع رغبتهم في استمرار هيمنة الدولار، إذ هذا ما يدفع بالمنظرين الاقتصاديين الدوليين، لاستدعاء الحرب العالمية الثالثة، بعد مستويات التضخم التي وصلت إليها الكثير من الدول، وهو ما سيمكن من إعادة تدوير دورة جديدة للاقتصاد العالمي، ويمكن أيضا الحلف الغربي من رسم الخرائط الجيوسياسية الجديدة التي يرغب في اعتمادها و إقرارها، وهو هدف تدعمه جماعة المتنورين ، و مؤتمر بيلدلبيرغ، و اللجنة الثلاثية، وتجمع البنائين الأحرار حول العالم، و الفاتيكان، وذلك في ظل رغبة روسيا الحثيثة في تجاوز أوروبا ، وفي ظل أيضا رغبة الصين في تجاوز الولايات المتحدة الأمريكية.
و بالعودة للحرب العالمية المحتملة، فإن هذه الحرب حدد لها أن تبقى في إطار الحرب التقليدية ، لأن أي انزلاق نحو استعمال السلاح النووي بأي صنف من صنوفه، فإن القوى العظمى المتحاربة ستدمر وتنهي بعضها البعض، ومع هذا الوضع سيصبح كوكب الأرض كوكبا غير قابل للحياة، في أغلب مناطقه.
إلى ذلك، وفي السياق ذاته. ازدادت رغبة العائلات الكبرى التي تتحكم في اقتصاد العالم، و رغبتها الملحة في تأديب روسيا، بعد الاجتماع الذي جمع بين البارون اللورد نثان روتشيلد برئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، و الذي تزامن مع طرد روسيا للوكالة اليهودية من أراضيها، و طرد مصالح العائلات الكبرى إلى خارج حدود روسيا، وتضييق موسكو المستمر على مجتمع” الأوليغارشية” الروسية، المرتبطة مصالحها بمصالح الغرب، وهو ما يرتبط الوضع بشأنه، و إن اختلف في تفاصيله، ومحاولات الصين الحثيثة أيضا، لتجاوز الولايات المتحدة الأمريكية، عبر غزوها المحتمل لتايوان، وهو ما ترى فيه العائلات الكبرى تهديدا مباشرا لمصالحها، المرتبطة أساسا و تاريخيا مع أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا، واليابان بعد الحرب العالمية الثانية.
لذلك، يتأكد بما لا يدع مجالا للشك، أن الوصول لهدف إقامة حكومة عالمية تضم تحت مظلتها كل الدول، لا يمكن أن يمر إلا عبر نتائج و مقررات الحرب الحرب العالمية الثالثة، و هو ما يرى الغرب في نتائجها أيضا، استمرارا لهيمنة الدولار كعملة أولى للتداول في العالم، في ظل التهديدات التي تصدر من حلف “بريكس” بعد توسعه إلى ” بريكس + “، حيث يرى الغرب أن حسمه لنتائج الحرب العالمية لصالحه، سيمكنه من فرض الخرائط الجيوسياسية التي سيبني عليها الضوابط التي يريدها لمستقبل العلاقات الدولية بعد سنة 2045 م ، لأن تهديد ” الكريملين” يظل قائما باجتياح دول أوروبية ، إن التقط أنفاسه، و انتهت الحرب الأوكرانية، وتوقف الاستنزاف الجاري له، و مجريات هذه الحرب المستمرة الى حدود تاريخه، وهو تهديد حقيقي سيطال دولا أوروبية ما بين سنة 2027 إلى سنة 2029 م، وهو أيضا ما يتزامن و التهديد الصيني لتايوان في أفق سنة 2027 أو 2028 م، حسب التقديرات الصادرة عن مجتمع الاستخبارات الغربي.
إلى ذلك، إن أي محادثات بين “دونالد ترامب” و “فلاديمير بوتن”، تؤول لاتفاق ينهي حرب أوكرانيا، وفق الشروط الروسية تستبعد فيها وجهة نظر أوروبا و تتجاوزها ، سينجح من خلالها ” الكريميلن”، في تثبيته عزل أوروبا الغربية عن الولايات المتحدة الأمريكية، وتفكيك أواصر التعاون و التحالف بينهما، لذلك اتضح لدى استخبارات “البنتاغون”، أن أي إتفاق بين “ترامب” و “بوتن” يستبعد رؤية لندن وباريس، هو بمثابة خطوة أولى نحو تفكيك الهيئات التي تحكم العالم، من بينها اللجنة الثلاثية و مؤتمر بيلدلبيرغ، وهو هدف استراتيجي من ضمن الاستراتيجات السرية جدا لدى ” الكريملين”، إذ هذا ما تفطنت إليه الاستخبارات العسكرية البريطانية ” إم أي 6، و تداولته مع الاستخبارات الخارجية الفرنسية، عبر تبادل مذكرات سرية، تمت مشاركتها مع استخبارات “دي أي إي”، قبل يومين من تاريخه، وهي مطروحة للنقاش على طاولة الاجتماعات السرية بعيدا عن وسائل الإعلام العالمية.
صحافي مغربي
مختص في شؤون الأمن و الاستخبارات