أسرار و ترتيبات التطويق الجيوسياسي للصين أفق 2027

أسرار و ترتيبات التطويق الجيوسياسي للصين أفق 2027
نزار القريشي

في خضم الإشارات التي أطلقها وزير الدفاع الأمريكي، ” بيتر بيريان هيغسيت”، حول الصين و تصميم جيشها على احتلال تايوان، أفق سنة 2027 م، تشتغل استخبارات البنتاجون ” دي أي إي”، على إعداد و تحديث خطط جديدة، تهدف للتطويق الجيو سياسي للصين، وهو ما سيشمل جميع القطاعات المؤدية ، إلى محاصرة بحر الصين الجنوبي و تطويق الجيش الصيني، وذلك انطلاقا من اليابان و كوريا الجنوبية و الفيليبين و الجزر الأمريكية و البريطانية بالمنطقة، مرورا إلى جنوب آسيا ، حيث الجيش الهندي الذي يستعد لمحاصرة الجنوب الغربي للصين والتسلسل منه، إلى الأراضي الهندية التي تحتلها الصين، وهو ما سيتزامن واستغلال ” حكومة طالبان” للوضع، والسلاح المتوفر لديها من بقايا الوجود الأمريكي، لتصفية حساباتها مع باكستان، لأن “كابول” تعلم علم اليقين أن “إسلام أباد”، ستساعد الجيش الصيني في احتلال أفغانستان على المدى المتوسط.
إلى ذلك، ستكرس المواجهة، بين الجيشين الأمريكي و الصيني، استمرار هيمنة الدولار الأمريكي، لأن إيذاءه يعني انهيار الاقتصاد الصيني، بسبب تجذر مصالح الصين مع الدولار، و معه المجموعة الدولية، إذ سيستمر هذا الوضع إلى غاية سنة 2075 م، تاريخ احتمال جفاف آبار النفط، و انتقال العالم إلى مصادر طاقة جديدة؛مما سيعيد حينها عودة ربط الدولار الأمريكي بالذهب، وهو ما تعلمه الصين، و يؤكده استعمالها للفيتو من داخل ” البريكس” لمنع إصدار عملة له،وذلك ضد رؤية موسكو، والتي تعارضها أيضا نيودلهي، وكما قلنا بسبب تجذر مصالح “بجين” مع الدولار.
و بالانتقال للشرق الأوسط، أهم مورد لمصدر الطاقة الحالي، فإن تكتيكات الجيش المصري، عبر المقاربة المصرية- الصينية، ستعمل على تخفيض الوجود العسكري الأمريكي- الإسرائيلي، بغرب أفريقيا، و انتقاله لوسط شرق أفريقيا، حيث القرن الأفريقي، نحو امتداده في جميع الاتجاهات، وهو ما يؤكد من جديد على البعد الجيو بولتيك للبحار، وسيعيد معه الجيش الفرنسي لملئ الفراغ التي سيتركه الجيشين الإسرائيلي و الأمريكي بغرب المتوسط و غرب أفريقيا، فحين سيركز الجيش الأمريكي وجوده بالقرب من خطوط باب المندب و خليج عدن و جزيرة سقطرى و قواعده العسكرية بالمنطقة، لأن تحويل طريق الحرير في حال نشوب مواجهة عسكرية بين أمريكا و الصين، وفق التفاهمات السرية بين القاهرة و بجين، لإيجاد مسلك جديد للتجارة الصينية، يؤكد على نقطتين رئيستين هما :
– أن مصر منخرطة في التضييق على طريق التجارة الذي يربط الإمارات العربية المتحدة و إسرائيل و الهند بأوروبا.
– و تعطيل الجيش المصري للمحاولات الرامية لرسم خريطة جنوب إسرائيل الكبرى، في محاولة جادة من الأجهزة المصرية، و بدعم من الرئاسة المصرية، تسعى لقطع أوصال خريطة إسرائيل الكبرى المحتمل إنهاء رسم معالمها أفق 2035 م .
وهو ما اتضح الأمر بشأنه، بعد التقارب المصري- الإيراني، حيث تستفيد مصر من وضع إيران، في مواجهتها لإسرائيل و تركيا بالمنطقة، إذ من تجليات ذلك، الرفض المصري لتوجيه ضربات عسكرية لإيران تنهي برنامجيها النووي و الصاروخي .لذلك، اتضح عبر تسلسل الاستنتاجات، وتقليص نطاق الأبحاث، بالنسبة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ” أمان” ، أن التقارب المصري- الصيني، و المصري – الإيراني، يسعى للتأثير على الاستراتيجيات الأمريكية-الخليجية، و جر عرب الخليج لدعم المواجهة ضد أمريكا و إسرائيل، أفق سنة 2027، التاريخ المحتمل للحرب بين تايوان و الصين، وهو صراع يسعى الجيش المصري، إلى نقله لمنطقة الشرق الأوسط و القرن الأفريقي، امتدادا للبحر الأحمر و بحر العرب، وهو ما ستتفطن إليه الرياض و أبو ظبي، لاحقا بعد تبادل مذكرات إخبارية ضمت تقارير شبه مفصلة، صدرت عن القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم”، تحذر من الخطط الصادرة عن المخابرات الحربية المصرية، التي تسعى لتوريط المنطقة العربية و الخليج العربي، في مآزق اقتصادية و عسكرية على المدى المتوسط و البعيد،إذ تبين لاستخبارات “أمان” أن المناورات العسكرية المصرية -الصينية و المصرية –الروسية، كان من بين أهدافها تخفيف الضغط على طهران و أدواتها بالمنطقة ، من ضمنها “منظمة حماس” و “جماعة الحوثي”. لذلك إن تخبط القاهرة في ملفات المنطقة ، ومحاولاتها الجارية لاقتناء السلاح الصيني، لإدخاله في خدمة الجيش المصري، هو ما دفع بعد النتائج المستخلصة من حرب 4 أيام بين الهند وباكستان، لإنشاء فريق عمل مشترك يجمع بين اليابان و بريطانيا و الهند وفرنسا و ألمانيا، لتطوير سلاح جوي، يتجاوز نظيره من الجيل 6 الصيني و 7 منه، على المدى القريب و المتوسط، حيث يترأس فريق عمل التقنيين مهندس إلكترون ياباني من أصل عربي ” ع.ح”، للإشراف على إصدار مسيرات من الجيل السادس والسادس +و السابع و السابع+، قصد الاستعداد للمواجهة المحتملة، أفق سنة 2027 م ، ببحر الصين الجنوبي، وهو ما يدعم البنتاجون، في هذه المواجهة التي من شأن نتائجها ترسيم خرائط جيوسياسية جديدة ، لأول مرة منذ 1945 م، و هو ما يشتغل عليه الغرب حاليا من داخل الناتو، و دول الخمس أعين، واللجنة الثلاثية، و هو ما يحوّل الأنظار في السياق ذاته، نحو “مؤتمر بيلدربيرغ” القادم، و ما سيترتب عليه من مقررات ، حيث سيكون من الأولويات المطروحة على جدول أعماله، مشروع إسرائيل الكبرى، و تحسين أداء الاقتصاد العالمي، وهزيمة الصين، و إخضاع روسيا أو السماح بعودتها للمجموعة الدولية، ضمن المؤسسات الدولية التي تدير و تحكم العالم، وهو ما يعزز من عزل الصين دوليا، لأن “الكريملين” يرفض وجود دولة تحكم العالم، لديه حدود مشتركة معها .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *