أزلو محمد يكتب: لهيب الأسعار على موائد المغاربة… من المسؤول؟ وهل من حلول قريبة؟”

في زمن الأزمات المتلاحقة، أصبحت أسعار المواد الغذائية ككائن جامح لا يمكن ترويضه. الخضر، الفواكه، اللحوم، الزيت، الحليب… كلها تسير في منحنى تصاعدي أثقل كاهل الأسر المغربية، خاصة ذات الدخل المحدود. فأين يكمن الخلل؟ وهل من بصيص أمل في الأفق؟
تشير التقارير الرسمية إلى أن أسباب هذا الغلاء متعددة: أولها موجات الجفاف المتتالية التي أثّرت بشكل مباشر على الإنتاج الفلاحي، إلى جانب الارتفاع العالمي في أسعار النقل والأسمدة والمواد الأولية. كما لا يمكن إغفال دور الوسطاء والمضاربين الذين يستغلون هشاشة سلاسل التوزيع لتحقيق أرباح خيالية على حساب المستهلك.
في المقابل، تظل الحلول ممكنة، وإن كانت تتطلب إرادة قوية وإصلاحات عميقة. من أبرزها: ضبط الأسواق من خلال مراقبة الأسعار ومحاربة الاحتكار، دعم الفلاحين الصغار لرفع الإنتاج المحلي، وتفعيل المخازن الاستراتيجية للمواد الأساسية.
وفي خضم هذا كله، تظل ثقة المواطن رهينة بإجراءات ملموسة، لا وعود مؤجلة. فالمطلوب اليوم ليس فقط تحليل الظاهرة، بل التحرك الفوري لإنقاذ القدرة الشرائية، لأن الموائد الفارغة لا تنتظر التقارير الوزارية.