أزلو محمد يكتب :الصحافي وصانع المحتوى الرقمي.. هل آن الأوان للاعتراف بالصحافة المواطنة؟

أزلو محمد يكتب :الصحافي وصانع المحتوى الرقمي.. هل آن الأوان للاعتراف بالصحافة المواطنة؟

 

في زمن التحول الرقمي المتسارع، لم يعد مفهوم الصحافة محصورًا داخل قاعات التحرير، ولا مقيدًا ببطاقة مهنية أو اسم جريدة. فقد أصبح المحتوى هو الملك، وأصبحت القنوات الرقمية بمختلف أشكالها (يوتيوب، فيسبوك، تيك توك..) ساحةً حقيقية لصناعة الرأي العام، وتوجيه النقاشات، بل وخلق الحدث أحيانًا قبل المواقع الإخبارية الرسمية.

ويُطرح في المغرب اليوم، نقاش جدي حول التحدي الذي يواجهه الإعلام التقليدي، سواء كان مرئياً أو مكتوباً، أمام زحف “الصحافة الرقمية البديلة” التي يمثلها صانعو المحتوى الإخباري على المنصات الاجتماعية. هؤلاء، رغم افتقارهم في الغالب للتكوين الأكاديمي أو الانتماء لمؤسسات إعلامية، يتفوقون من حيث التأثير والانتشار، حيث تحصد بعض الصفحات والقنوات مئات الآلاف من المتابعين، متجاوزة بذلك جرائد إلكترونية كبرى من حيث عدد القراء والتفاعل.

وسط هذا الواقع، تبرز الحاجة لإطار قانوني مرن ومواكب، يعترف بفئة جديدة تُسمى “الصحافة المواطنة”، ويقنن وجودها، لا لمحاصرتها، بل لدمجها داخل المنظومة الإعلامية عبر منحها بعض صلاحيات الصحافي المهني كحق الولوج إلى المعلومة، وحضور التغطيات الرسمية، شريطة احترام مواثيق أخلاقيات المهنة.
كما يمكن التفكير في إحصاء وطني للقنوات والصفحات الإخبارية النشطة، وتحديد عتبات معينة للاعتراف بها (مثلاً عدد المتابعين، انتظام النشر، المحتوى الإخباري)، في أفق تأطيرها بدل تجاهلها، مع ضمان التكوين والتأهيل المستمر لصانعي هذا المحتوى.

لقد تغيّر المشهد الإعلامي، ولم يعد من الحكمة إنكار هذا التحول. فالإعلام المواطن بات لاعباً أساسياً، ومن مصلحة الجميع تقنينه، بدل تركه خارج قواعد اللعبة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *