فلسطين و اسرائيل العراك الأخير..

فلسطين و اسرائيل العراك الأخير..
محمد دلوادي

فلسطين_اسرائيل ما قبل و ما بعد الحدث و هل هو انتصار مكتمل الأركان؟ ولمن ؟ أم أنه بداية لحرب مدمرة لها أهدافها داخليا وخارجيا ؟ ..

الأمر غير مفهوم و حسب رأيي المتواضع الذي يمكن أن يكون غير صحيح فيمكن تفسير ما حدث أنه مفتعل والمقصود هنا بالإفتعال من طرف واحد، أي أنني لا اتهم الفصائل الفلسطينية بالتخابر مع إسرائيل والدخول معهم في مسرحيتهم ولعب دور المنتصر ، بل أقصد أنه تم السماح للحدث بأن يقع أي تم غض البصر تقنيا وحتى ميدانيا لهذا العدد -من طرف جهات متعددة- ، هذا العدد الهائل من المجاهدين الفلسطينيين الأحرار بالولوج للمستوطنات هنا يطرح السؤال لماذا تم السماح؟

نعم في نظري تم السماح وفتح الحدود الوهمية تنفيسا للاحتقان الداخلي الإسرائيلي الذي وصل لحد أنه لم يعد أحد يريد حتى الجنية وأيضا أصبح هناك عصيان للحكومة اليهودية لأنهم وصلوا نوعا ما لحد السلم الاجتماعي مع السيطرة للحزب الأرتطوكسي اليهودي كقوة قائمة للدولة اليهودية .. أي ان الإسرائيلي اغتر بقوته وأصبح في نظره آمنا وانطلق يناقش ماهو سياسي وحكومي لدرجة إسقاط الحكومة الحالية ومطالبتها بالرحيل، علاوة على الاعتداء على المصلين بالقدس بكل غطرسة أمام تفرج العالم، ما أصبح خطرا على الحكومات بإسرائيل . و للتنفيس عن الحكومة الحالية فهذه الأخيرة يمكن أن تضحي حتى بآلاف المستوطنين والمستوطنات لتعيد الأمور إلى نصابها وأيضا لتدمير غزة وغيرها، حتى يطول عمر الحكومة الحالية . وهنا كلنا نعلم أن أنظمة الحكم لتسود يمكن أن تضحي حتى بالملايين من مواطنيها وهي الورقة الأخيرة لسياسة نيتانياهو. إذا فكيف لنظام أمني اسرائيلي تقني جدا بل وحتى إستخباراتيا جد متطور، ومخابراتهم منتشرة وسط الفصائل الفلسطينية، زيادة على التطور التكنلوجي وحتى لأقمارهم الاصطناعية وراداراتهم ، أن لا ترى كل تلك التحركات و أن لا نرى ولوج الالاف من المناضلين وكيف لم تتدخل طائراتهم المسيرة. وهنا أنا لا أبخس هذا الانتصار ولكن الأمر يتطلب نوعا من رؤية ماوراء الحدث ويتطلب التحليل بعيدا عن العاطفة وبعيدا عن النشوة بالإنتصار الذي لم تكتمل أركانه.

و لكل هذا أقول بأن هذا الحدث أولا سيجعل المستوطنين والمستوطنات الخائفين والخائفات المعارضين للحكومة الاسرائيلية يلتفون حول الحكومة والجيش اليهودي ويصطفون في صف واحد وينسون أو يؤجلون الخلاف الداخلي لأنهم سيعلنون انهم في حالة حرب وبهذا تتحقق الوحدة الإسرائيلية من جديد، وثانيا هناك ورقة أخرى ستربحها إسرائيل أمام المنتظم الدولي حيث ستكتسب إسرائيل الشرعية الوهمية في رد فعلها بأنها تدافع عن نفسها وستعمل إعلاميا على النفخ في عدد القتلى والأسرى وستروج لخسائر حدتث بالفعل وأخرى مختلقة ،والخوف من ردة الفعل التي يمكن أن تكون مدمرة وكان الله في عون إخواننا بفلسطين .

أمام هذه الحرب ،تبقى مكانة التحرك العالمي في أوج الصراعات السياسية والاقتصادية الإقليمية والتدهور الجيوسياسي بافريقيا وأوروبا والتكتل الجديد ضد السياسة الخارجية الأمريكية حول بوتين ،.من هي الدول التي ستؤيد أي عمل حربي ضد غزة..ومن هي الدول التي ستتدخل علنيا لحماية غزة، علما أن مصر ستكون جوار النار، بؤرة اندلعت في الشرق الأوسط لكن هذه المرة عواقبها ستكون وخيمة.نظرا لتجمع السلاح الفتاك بين إيران و لبنان و سوريا و وجود أمريكا و روسيا بجوار تركيا.فغزة ليست إلا وقود النار، أما الموتى من المشرفه الحطب .

تقسيم إقليمي جديد في شرق البحر متوسط ينذر بحصار الاقتصاد العالمي،البحر الأحمر والبوسفور سيغلقان و لو لفترة ، هذه أزمة تجارية خطيرة على العالم كله.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *