…….. الهند و السينما ……..
ما فتئت الهند تدغدغ مشاعر متلقيها منذ ظهورها ، حيث اعتمدت ولازالت على مواضيع بوقائع إنسانية محشوة بكل ما هو عاطفي و مجتمعي هش او خارق للعادة . كلنا نعلم ما خلفه فيلم الصداقة المترجم الى لغات كثيرة منها العامية المغربية من أثر على نفوس المتلقين ، و منه العديد من الافلام السينمائية الهندية التي جالت وصالت قاعات العرض العالمية صغيرها و كبيرها . ولاقت رواجا تجاريا و فنيا و تقنيا ، ناهيك عن الإيجابية موضوعا و شكلا ، كل هذا أصدره جمهورا بكى و حزن و ضحك وفرح مع ظروف كل لقطة و مشهد . هذا ما نعتبره ردود أفعال لمتلق لا يمكن الأخذ بحكمه و تقييمه إلا من باب الاستئناس ، إذ يبقى تلقي الناقد هو ما يمكن الاعتماد عليه في القراءة التحليلية لكل فيلم سينمائي ، هذا الأخير يجب ألا يندفع مع تيارات ما تصدره مواقع التواصل الاجتماعي / الصفحات الفايسبوكية بالخصوص ، و التي تعود منشوراتها إلى توجهات أصحابها الذين في الغالب لا تجمعهم بالسينما غير الفرجة. لذلك كان كل ما راج مؤخرا عن فيلم : حياة الماعز /الهندي مجرد أثرا لدغدغة عرف صاحب الفيلم كيف يستغلها ، نهلها عن السياسة الهندية في التعامل مع المشهد السينمائي موضوعا و شكلا كما هو حالها قديما ، لذلك على الناقد السينمائي الان أن يعرف كيف يتناول قراءاته بعيدا عن صفحات الفايسبوك ، و أن يعتمد على تصديرها و مشاركتها مع من يشاركه خانة النقد في المناقشة و التحليل المنطقي و الواقعي ، المرتبط أساسا بالقاعدة الفنية /السينمائية.
في اعتباري المتواضع ، فيلم : حياة الماعز لا يقل أهمية سينمائية بكل مقاييسها عن الفيلم المغربي: العبد للمخرج المغربي د. عبد الاله الجواهري و فيلم : إندرومان من فحم و دم للمخرج المغربي د. عز العرب لمحرزي العلوي و عن أفلام كثيرة أخرى مغربية تطرقت لحالات إنسانية مختلفة ، منها الوطنية كذلك كفيلم : سيگا للمخرج المغربي د. ربيع الجوهري. غير أن هاته الافلام لم تلق انتباه الجمهور ليس لضعفها ولكن لعدم خلق أصحابها ضجة مفتعلة اولى يتبعها الغاوون من الناس ثم كل الناس فتكبر الضجة بين المؤيد و المعارض ، و الحكم و المقيم . مما يعطي انتشارا واسعا للفيلم بين كل الشرائح و الأوساط و الأعمار. و السينما عموما هي في أمس الحاجة لهذا الإنتشار في وقتنا الحاضر ، لذلك تبقى سياسة الترويج التي ينهجها السينمائيون الهنود بأي شكل من الأشكال إيجابية إلى حد ما ، لما تحدثه من بهرجة تسهم في استعادة نشر الثقافة السينمائية بين مختلف طبقات المجتمع أفرادا و جماعات .
وعلاقة بهذا المنتوج السينمائي الهندي الجديد ، و من منطلق خانة نقدية غير مرتبطة بقراءة معينة للفيلم ، أعرف كما يعرف باقي النقاد أن : حياة الماعز فيلم صنعت له ضجة مجتمعية لا يمكن أن أنحو منحاها لما تحمله من عبث معرفي ، لأنها لا تعدو تصميما ممنهجا يخدم رفع رقم بيع تذاكر و نسب مشاهدته. مع وجوب تحبيذ مثل هاته البرامج الأكثر دعائية للفيلم السينمائي الحالي .