أزمور بين وعود التنمية وواقع الإنجاز:

أزمور بين وعود التنمية وواقع الإنجاز:
أزلو محمد:

 

تشهد أزمور في السنوات الأخيرة دينامية غير مسبوقة على مستوى البنية التحتية، أبرزها محطة معالجة مياه الصرف الصحي،بتكلفة تقارب 140 مليون درهم، تستهدف المحطة خدمة أزمور والمناطق المجاورة ،بقدرة تصل إلى 7 500 م³ يوميًا، باستخدام تقنية “الوحل المنشّط” ذات المعايير البيئية العالية.

وفي وقت سابق، شهد المجلس الجماعي برمجة مشاريع هيكلية ضخمة بقيمة تقارب 100 مليون درهم، شملت ترميم الأسوار التاريخية، إصلاح الإنارة، تهيئة الكورنيش، وإنشاء سوق نموذجي وملاعب رياضية .

لكن رغم ذلك هناك تحديات حقيقية تتجلى في إنجازات معلقة ومشاريع بلا أثر رغم الوعود، الواقع الميداني يعكس تأخيرًا وتنفيذًا جزئيًا:

– سوق القرب مولاي الحسن: افتُتح هيكليًا ولكنه لا يزال مغلقًا .
-ساحة الزيتونة (ساحة الزنك) عرفت توقفًا طويلًا في أشغال التهيئة، مخلفة ركودًا في محيطها التجاري وتراجعًا في حركة الزوار .
– مشاريع أخرى باهتة التنفيذ تركت أثرًا سلبيًا واضحًا في الأحياء العتيقة وأحياء جديدة لم تستفد من تنمية حقيقية.

_مطالب الساكنة: بين الرغبة في التنمية والاحتجاج:

الشارع الأزموري يعج بالاحتجاجات السلمية والمطالب العادلة:
_التجار: في ساحة الزيتونة احتجوا على توقف الأشغال وطالبوا بإنعاش النشاط التجاري الذي بات شبه متوقف .
– جمعيات محلية ناشدت الجهات الرسمية بتفعيل المشاريع وتأهيل المدينة لتحقيق التنمية المنشودة، مستندة إلى الإمكانيات الثقافية والتراثية للمدينة .

_ نحو مستقبل مستدام: إمكانيات وفرص هائلة
أزمور تتميز بخصائص استراتيجية:

– موقع تاريخي وتراث غني: أسوار برتغالية، الصناعة التقليدية تُعدها كمرشح لتسجيلها كتراث عالمي مدعمًا بالترافع نفسه .
– بيئة مناسبة للسياحة: الكورنيش المنشود، المناخ المتوسطي، وأجواء الهدوء والطبيعة.
-برامج رسمية مثل محطة الصرف الصحي تمنح فرصة لاعتماد معايير تنموية مستدامة.

التوصيات:

-المشاريع المُعطّلة: سوق القرب، ساحة الزيتونة (إعادة تفعيلها ضمن جدول زمني واضح ومشاركة الساكنة في المتابعة).

-الاستثمار السياحي:تراث تاريخي غير مستغل ( إطلاق برنامج تسويقي بالاشتراك مع اليونسكو لجعل المدينة وجهة سياحية وثقافية)
_المناخ المحلي: تعزيز الشفافية في تنفيذ المشاريع وتفعيل التنظيم لحماية الباعة الجائلين.

أزمور، بتاريخها وثقافتها، أمام مفترق طريق: بين المشاريع التي تشير إلى مستقبل واعد إذا ما رُفع الستار عن الواقع، وبين وعود تُرَمى جانباً ما لم تتعزز برؤية حقيقية ورقابة مجتمعية. تحقيق التحول لا يمر فقط عبر الإنشاء، بل عبر الرؤية الشفافة والالتزام الجماعي لتفعيل “المدينة العتيقة ذات الطراز العصري”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *