مستشفى الرازي ببرشيد…الإدارة تتجاهل المذكرة الوزارية وتواصل التلاعب في تعويضات الحراسة

مستشفى الرازي ببرشيد…الإدارة تتجاهل المذكرة الوزارية وتواصل التلاعب في تعويضات الحراسة
مجلة 24

شهد المستشفى الإقليمي ببرشيد يوم الخميس 12 أكتوبر 2024 حدثا بارزا على الساحة النضالية، حيث نظم المكتب الإقليمي للنقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة وقفة احتجاجية ناجحة تميزت بالحضور الكثيف والتنظيم المحكم. جاءت هذه الوقفة كخطوة تصعيدية للتعبير عن رفض التهميش والتجاهل الذي يعاني منه الممرضون وتقنيو الصحة، وتأكيدًا على تمسكهم بحقوقهم المشروعة التي يضمنها القانون والدستور المغربي.

رغم الظروف والتحديات، تمكن الممرضون وتقنيو الصحة من تنظيم وقفة احتجاجية وصفت بالناجحة بكل المقاييس. توافد المشاركون من مختلف المراكز الصحية والمستشفى الإقليمي ببرشيد ليؤكدوا وحدتهم وتضامنهم أمام سياسة “الآذان الصماء” التي ينتهجها مدير المستشفى.

تميزت الوقفة بانضباط المشاركين وحضورهم المهيب، ما جعلها تعبيرًا واضحًا عن رفضهم القاطع للسياسات الإدارية التي تتجاهل مطالبهم. وقد تمحورت هذه المطالب حول صرف التعويضات المستحقة عن الحراسة والإلزامية، وفقًا للصيغة الجديدة المنصوص عليها في المذكرة الوزارية رقم 2205 الصادرة بتاريخ 8 فبراير 2024، والتي لم يتم تنفيذها حتى الآن، رغم مرور أشهر على صدورها.

لم تخلِ هذه الوقفة من محاولات لتقويضها وإفشالها من قبل بعض مسؤولي الإدارة، وفقا لما صرح به المكتب الإقليمي للنقابة. فقد تم تسجيل ممارسات تضييقية تمثلت في منع أعضاء النقابة من التواصل مع المنخرطين داخل المصلحة الصحية، وهو أمر أثار استياء واسعا بين صفوف الممرضين وتقنيي الصحة.

وتساءل المكتب الإقليمي عن الصفة القانونية التي تخول لرئيس قطب العلاجات التمريضية التدخل لمنع أعضاء النقابة من أداء مهامهم النقابية. واعتبر المكتب هذه الممارسات مسيئة، وغير قانونية، مؤكدًا أن النقابة تستمد شرعيتها من الدستور المغربي الذي يكفل حرية العمل النقابي بموجب الفصل 29.

جاءت الوقفة الاحتجاجية كرد فعل طبيعي على ما وصفته النقابة بسياسة “فرض الأمر الواقع” وغياب المقاربة التشاركية من قبل إدارة المستشفى. فمنذ فترة طويلة، يعاني الممرضون وتقنيو الصحة من عدم تفاعل الإدارة مع مطالبهم، ما خلق حالة من الاحتقان والرفض المتزايد لهذه السياسات.

ورغم الرسائل المتكررة التي وجهتها النقابة للإدارة، سواء عن طريق مراسلات رسمية أو لقاءات سابقة، لم يكن هناك تجاوب يُذكر. واعتبر المكتب الإقليمي أن استمرار هذا التجاهل لا يترك مجالا سوى لتصعيد الخطوات النضالية، وهو ما بدأت بوادره من خلال الوقفة الاحتجاجية الأخيرة.

في ختام الوقفة، أكد المكتب الإقليمي للنقابة المستقلة التزامه بمواصلة الدفاع عن حقوق الممرضين وتقنيي الصحة، معتبرا أن نجاح هذه المحطة النضالية مجرد بداية لمسار طويل من النضال. وشدد المكتب على أن تحقيق المطالب العادلة والمشروعة يتطلب وحدة الصف والتزاما جماعيا من كافة المنخرطين في النقابة.

وأعلن المكتب عن عزمه اتخاذ خطوات تصعيدية مستقبلية في حال استمرار سياسة التجاهل، داعيًا جميع الممرضين وتقنيي الصحة إلى الانخراط الفعلي في هذه الخطوات، من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان الكرامة المهنية.

في الوقت الذي تسعى فيه النقابة إلى التصعيد، تظل دعوتها مفتوحة للحوار مع الإدارة، إيمانا منها بأهمية المقاربة التشاركية لحل الإشكالات العالقة. وطالبت النقابة المدير الإقليمي للمستشفى بضرورة فتح قنوات حوار فعالة تستجيب لمطالب الممرضين وتقنيي الصحة، بما في ذلك صرف التعويضات المستحقة، وتحسين ظروف العمل، واحترام الحقوق النقابية التي يكفلها الدستور.

ما لا يأتي بالنضال، يأتي بمزيد من النضال” – بهذه العبارة، ختم المكتب الإقليمي بيانه، مؤكدا أن النقابة ستظل صوتا حرا وأبيا للممرضين وتقنيي الصحة، وأن معركتهم لن تتوقف حتى يتم تحقيق كافة مطالبهم العادلة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *