في زمن الأزمات… المغرب التطواني بحاجة إلى صوت العقل لا صدى الخلافات الفارغة

تعيش أسرة المغرب التطواني لحظة فارقة في تاريخ النادي بعدما دخل الفريق نفقا مظلما من الأزمات الإدارية والتقنية والتجاذبات الداخلية التي باتت تهدد تماسكه واستقراره، وفي ظل هذا الوضع ترتفع الدعوات من داخل أوساط النادي وخارجه إلى ضرورة التحلي بالحكمة وضبط النفس والعمل على رأب الصدع قبل أن تتفاقم الأزمة بشكل يصعب احتواؤه.
فالمتابع لما يجري داخل أروقة النادي يلمس بوضوح أن الأزمة الحالية ليست فقط أزمة نتائج أو موارد بل أزمة ثقة وسوء تواصل بين مختلف الفاعلين من إدارة ومنخرطين وجماهير الأمر الذي يجعل من أي حل فردي أو انفعالي مجرد خطوة عبثية لا تخدم سوى تعميق الجراح.
اليوم أضحى المغرب التطواني في حاجة ماسة إلى لحظة مصارحة جماعية ووقفة تأمل تتجاوز منطق الاصطفاف وتقطع مع مظاهر التطاحنات الفارغة والمزايدات التي استنزفت طاقات النادي دون طائل ، فالنادي لا يدار بالصراخ في مواقع التواصل، ولا بالتكتلات الظرفية بل بحوار جاد و مسؤول، ورؤية موحدة تستوعب الاختلاف وتُحسن تدبيره.
أصوات كثيرة باتت تجمع على أن الخروج من هذه الأزمة لا يمكن أن يتم من بوابة المنخرطين فقط ولا من خلال الإدارة وحدها، بل يتطلب تعبئة جماعية تتقاطع فيها الإرادات الصادقة من كل المكونات تحت مظلة مصلحة النادي العليا وبعيدا عن منطق التراشق والاتهامات المجانية.
لقد علمنا التاريخ الرياضي للمغرب التطواني أن هذا الكيان لا ينهض إلا حين تتوحد الجهود وتذوب الخلافات واليوم، وفي هذه المرحلة الدقيقة، فإن كل تأخر في ترميم البيت الداخلي قد تكون كلفته باهظة على المستويين الرياضي والرمزي.
فهل يعلو صوت الحكمة في تطوان قبل فوات الأوان؟