بيراميدز ينجو من انتفاضة الجيش الملكي ويعبر إلى نصف النهائي بشق الأنفس

قدم الجيش الملكي واحدة من أكثر مبارياته إصرارا هذا الموسم، لكنه ودع دوري أبطال أفريقيا من ربع النهائي، بعد أن فاز على ضيفه بيراميدز المصري بهدفين دون رد، في مواجهة لم تكفِ لقلب خسارته ذهابا في القاهرة (4-1). ورغم التفوق في الأداء والنتيجة بمباراة العودة، فإن هدفا ثالثا ظل عصيا على الفريق المغربي، ليمنح بطاقة العبور التاريخية للنادي المصري.

منذ اللحظات الأولى، بدا أن الجيش دخل بعقلية مختلفة، بشحنة جماهيرية هائلة وإرادة لا تخطئها العين. لم ينتظر طويلًا حتى افتتح التسجيل عبر يوسف الفحلي في الدقيقة السابعة، مستغلًا الارتباك في دفاع بيراميدز، ليبعث برسالة مبكرة بأن المهمة لم تنتهِ بعد. هذا التقدم المبكر لم يُربك الضيوف فحسب، بل حرر لاعبي الجيش الذين واصلوا الضغط بخطوط متقدمة، مع سيطرة ملحوظة على مجريات اللعب.

بيراميدز، وعلى الرغم من أفضليته المريحة ذهابا، لم يكن خصما سهلا، بل حاول امتصاص الحماس المغربي وسنحت له فرص محدودة لكنها خطيرة، أبرزها رأسية محمد حمدي التي تصدى لها حمزة حياني بيقظة كبيرة. وعلى الطرف الآخر، واصل الفريق العسكري تهديده عبر انطلاقات الفحلي وزحزوح، دون أن ينجح في إضافة هدف ثانٍ قبل نهاية الشوط الأول.

في النصف الثاني، بلغ التوتر ذروته. سنحت للفحلي فرصة مثالية أمام المرمى، لكن الحارس الشناوي كان حاضرا، وأبعد الكرة في تدخل مزدوج أنقذ به فريقه من هدف شبه محقق. ووسط ضغط عال واستنزاف بدني واضح، واصل الجيش البحث عن بصيص الأمل، حتى جاء الهدف الثاني قبل نهاية اللقاء بثماني دقائق عن طريق البديل جويل بيا، لتشتعل المدرجات من جديد.

الحظ خان الجيش في الدقيقة 93، حين لامست كرة زحزوح من ضربة حرة الشباك من الخارج، وكأنها رمز لحلم اقترب ولم يكتمل. ورغم الخروج، خرج الفريق مرفوع الرأس، بعدما أحرج خصمًا قويًا وكان على بعد هدف من كتابة فصل أسطوري جديد في تاريخه القاري.

الجيش غادر البطولة، لكن الروح التي ظهر بها وعدد الدروس التي يمكن استخلاصها من هذا المشوار، تجعله أقرب لأن يعود أقوى. أما بيراميدز، فسيحمل معه إلى نصف النهائي ذاكرة قاسية من ملعب مكناس، بعدما كاد أن يفقد كل شيء في لحظة.