إقصاء شباب السوالم من منحة الشطر الثالث: تساؤلات مشروعة في غياب التوضيح الرسمي

إقصاء شباب السوالم من منحة الشطر الثالث: تساؤلات مشروعة في غياب التوضيح الرسمي
مجلة 24 سبورت

توصلت مجلة 24 برسالة مفتوحة من المسؤول عن التواصل بنادي شباب السوالم الرياضي، موجهة إلى السيد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تثير فيها تساؤلات جدية حول إقصاء الفريق من منحة الشطر الثالث التي تخصصها العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية لأندية الدوري الاحترافي الأول والثاني. هذا القرار المفاجئ أثار استغراب المتابعين وأثار علامات استفهام كبيرة في الوسط الرياضي الوطني.

في وقت استفادت فيه جميع الأندية المشاركة في الدوري الاحترافي من هذه المنحة المالية الهامة، تم استثناء نادي شباب السوالم الرياضي دون أي توضيح رسمي من العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية. هذا الإقصاء يضع أمام الجميع أسئلة حقيقية عن مدى شفافية وتوازن القرارات المالية المتخذة داخل هذه المؤسسة، ومدى التزامها بمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الأندية بغض النظر عن حجمها أو إمكانياتها.

تمثل منحة الشطر الثالث شريانًا حيويًا لتمويل الأندية وضمان استمراريتها، لذلك فإن استثناء نادٍ واحد دون تفسير منطقي يفتح الباب أمام تأويلات متعددة، قد تكون بسبب تقصير إداري أو ربما قرارًا متعمدًا يحمل رسالة غير معلنة لا يفهم مغزاها سوى من اتخذها. وفي ظل هذا الغموض، يبقى النادي يعاني من أوضاع صعبة على عدة أصعدة.

بعيدًا عن الجدل الرسمي، يعيش شباب السوالم وضعًا هشًا للغاية، إذ لا يتوفر على ملعب قار يمكنه من استقبال مبارياته واستغلال مداخيل التذاكر، كما يفتقر إلى رعايات تجارية قوية تعزز موازنته المالية، حيث تظل الأندية الصغيرة عرضة لصعوبات في جذب الدعم الإشهاري. يعتمد النادي بشكل كبير على منح المجلس البلدي والإقليمي ومنحة الجامعة، ناهيك عن منحة النقل التلفزي التي تم حجزها مؤخرًا بشكل مفاجئ، مما زاد من عمق الأزمة المالية التي تواجهه.

في ظل هذا الوضع، تُطرح أسئلة ملحة حول قدرة النادي على الوفاء بالتزاماته تجاه لاعبيه وأطقم العمل الفنية والإدارية، ومدى إمكانية تحقيق الحد الأدنى من الاستقرار الرياضي الضروري لمواصلة المنافسة بكرامة.

الأخطر في هذا الملف لا يقتصر فقط على قرار الحجز أو الإقصاء، بل في غياب أي تواصل رسمي من العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية لتقديم تفسير أو بيان يوضح أسباب هذا الاستثناء الغريب. إن المؤسسات الكروية التي تتصرف دون شفافية وتغيب عنها المسؤولية في التواصل تفقد ثقة الفاعلين الرياضيين، وتسهم في تعميق حالة الإحباط والشكوك بين الفرق والجماهير على حد سواء.

ما حصل مع شباب السوالم لا يمكن النظر إليه كحادثة مالية عابرة، بل هو مؤشر واضح على هشاشة البنية التسييرية لكرة القدم الوطنية داخل مؤسسة يُفترض بها الاحترافية. فإذا كانت العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية تحتجز منحة فريق يعاني من ضائقة مالية حقيقية دون أي تفسير رسمي، فما الذي تبقى من مبدأ العدالة والإنصاف الرياضي؟

الإصلاح الحقيقي للكرة الوطنية لا يبدأ فقط من الملاعب ومن تنظيم البطولات، بل من نزاهة القرار واحترام التوازن في المعاملة مع جميع الأندية، سواء كانت كبيرة أو صغيرة. شباب السوالم، بكل ما يواجهه من معاناة وتحديات، لا يستحق أن يكون ضحية تسيير غامض أو تجاهل بيروقراطي مستمر.

هل من تدخل عاجل من السيد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم؟ هل يمكن تجاوز هذه الإشكالات التي تهدد استقرار الأندية وتعكر صفو المنافسة؟ فبينما تبني الجامعة جسور الثقة والتطور، هناك من يهدمها بأفعال لا تُفهَم ولا تُبرر. فهل من حساب ومسؤولية؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *