أزمة النقل تهدد استمرارية النسمة السطاتية… والفريق يطرق أبواب السلطات

أزمة النقل تهدد استمرارية النسمة السطاتية… والفريق يطرق أبواب السلطات

يجد فريق النسمة الرياضية السطاتية نفسه في وضع حرج منذ سنوات، بعدما توقفت الحافلة التي استفاد منها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2017 عن الخدمة، إثر عطل ميكانيكي لم يتم إصلاحه إلى حدود اليوم. هذا الغياب لوسيلة نقل قارة أصبح يشكل عبئاً ثقيلاً على ميزانية الفريق، ويضعه أمام تحديات متزايدة في سبيل الاستمرار والمنافسة.

الفريق، الذي مثل مدينة سطات أحسن تمثيل في البطولات الوطنية، ونجح في تكوين لاعبين متميزين التحقوا بأندية وطنية كبرى، يعيش اليوم عزلة حقيقية بسبب غياب الدعم اللوجستيكي. فالتنقل إلى الملاعب خارج المدينة يتم في ظروف صعبة، ما يضطر المكتب المسير إلى الاستعانة بحلول بديلة مكلفة ترهق إمكانياته المحدودة أصلاً.

وهنا يطرح الشارع الرياضي سؤالاً جوهرياً: أين اختفت حافلة الفريق؟ ولماذا لم يتم إصلاحها منذ سنوات؟ وكيف يعقل أن يظل نادٍ بحجم النسمة السطاتية، الذي يملك قاعدة جماهيرية واسعة ويعتبر متنفساً رياضياً للشباب، عاجزاً عن تأمين وسيلة نقل ثابتة؟

الجماهير النسماوية، التي لم تتوقف يوماً عن دعم فريقها، عبّرت عن غضبها من استمرار هذا الوضع، مطالبة بتدخل السيد محمد علي حبوها عامل إقليم سطات بشكل مباشر، قصد إيجاد حل عاجل يعيد للفريق حافلته أو يوفر وسيلة نقل بديلة تليق بنادٍ يمثل واجهة المدينة الكروية.
فهل سيستجيب المسؤولون لهذا النداء الجماعي؟ أم أن الفريق سيظل يواجه مصيره وحيداً؟

ويؤكد المتابعون أن استمرار الأزمة الحالية يهدد مشروع الفريق ويقوّض جهوده في تكوين اللاعبين وصناعة الأبطال، في وقت يتحدث فيه الخطاب الرسمي عن دعم الرياضة كرافعة للتنمية. فكيف يمكن التوفيق بين الشعارات الرسمية والممارسات الميدانية؟ وأي مصداقية يمكن أن يكتسبها خطاب التنمية الرياضية في ظل معاناة نادٍ محلي بهذه الرمزية؟

المكتب المسير بدوره يجد نفسه محاصراً بين الالتزامات المالية وضرورة الحفاظ على صورة الفريق. فرغم محدودية الموارد، يصرّ المسؤولون على مواصلة المشوار، غير أن الصعوبات تزداد تعقيداً مع كل موسم، لتتحول قضية الحافلة إلى رمز لأزمة أعمق يعيشها النادي.

اليوم، يبدو أن إنقاذ النسمة السطاتية يمرّ عبر قرار عاجل من السلطات الإقليمية، يضع حداً لمعاناة الفريق ويمكّنه من استعادة توازنه. فالأمر لم يعد مجرد مطلب رياضي، بل قضية مرتبطة بكرامة اللاعبين، واعتبار الفريق جزءاً من هوية المدينة وحاضرها الرياضي.
فهل يُعقل أن يظل شباب المدينة رهينة غياب حافلة؟ وهل قدر النسمة أن تدفع ثمن الإهمال الإداري والبيروقراطية؟

إن الجماهير تنتظر جواباً سريعاً وحلاً عملياً يعيد الثقة والأمل، حتى يواصل الفريق مساره الرياضي في ظروف طبيعية، تعكس تاريخه الحافل ومكانته في قلوب أبناء سطات.
وبين الانتظار والوعود، يبقى السؤال معلقاً: متى تعود الحافلة؟ ومتى يتحرر الفريق من أزمة النقل التي تكاد تعصف بمستقبله؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *