سريع وادي زم: بين أزمة مدرب وأزمة إدارة… من يتحمل المسؤولية؟

في خطوة مثيرة للجدل، أعلن فريق سريع وادي زم فسخ عقد مدربه الحسن الركراكي بعد خمس جولات فقط من بداية الموسم، مما يفتح باب التساؤلات حول عمق الأزمة التي يعيشها الفريق. فعلى الرغم من أن الفارق بين سريع وادي زم، المحتل للمركز 11، وبين متصدر الترتيب لا يتجاوز أربع نقاط، إلا أن إدارة الفريق قررت الانفصال عن الركراكي، الذي سجل فوزا واحدا وثلاثة تعادلات مقابل هزيمة واحدة. هذه النتائج قد لا تبرر في نظر البعض خطوة الانفصال عن المدرب، لكنها تثير علامات استفهام حول المشكلات التي تواجه الفريق: هل هي أزمة مدرب أم أزمة إدارة أم أزمة لاعبين؟
خاض الحسن الركراكي تجربة قصيرة مع سريع وادي زم، وخلال تلك الفترة، واجه تحديات تتعلق بتجانس التشكيلة وتماسكها. لم يكن المدرب بعيدا عن الانتقادات، حيث اتهمه البعض بعدم القدرة على استثمار إمكانيات اللاعبين وتحقيق نتائج إيجابية ترضي طموحات الجماهير. ومع ذلك، فإن تحقيق انتصار وثلاثة تعادلات يعتبر حصيلة معقولة لفريق ما زال في مرحلة بناء وصقل تشكيلته، ما يضع علامات استفهام حول مدى عدالة تحميل الركراكي مسؤولية النتائج.
يشير بعض المتابعين إلى أن المشكلة الحقيقية قد لا تكون في المدرب بل في نوعية اللاعبين الذين انضموا للفريق في الانتقالات الأخيرة. فقد تعاقد سريع وادي زم مع مجموعة من اللاعبين لم يرق مستواهم لطموحات المدرب والجمهور، ما جعل أداء الفريق يتسم بالتذبذب وعدم التماسك. وكانت هذه التعاقدات محط انتقاد، حيث شملت خمسة لاعبين في مركز واحد، فيما ظل الفريق يعاني من ضعف في مراكز أخرى، ما يكشف عن غياب رؤية واضحة من المكتب المسير في تدعيم الفريق بما يحتاجه فعليا.
من ناحية أخرى، قد يكون المكتب المسير جزءا من المشكلة، إذ لم يقم بتلبية احتياجات المدرب بدقة في فترة الانتقالات، بل ركز على تعاقدات في مراكز محددة دون النظر إلى الثغرات الفعلية في الفريق. هذا التوجه أفرز خللا واضحا في توازن التشكيلة، ما عرقل تطور الفريق وأثّر سلبا على نتائجه في المباريات. كما أن اتخاذ قرار فسخ عقد المدرب بعد خمس جولات فقط يطرح تساؤلات حول مدى استقرار رؤية الإدارة وثقتها في مشروعها الرياضي.
الأنظار تتجه الآن إلى المدرب الجديد المرتقب الذي سيتولى قيادة الفريق. وبالرغم من أن تغيير المدرب قد يعطي دفعة معنوية للفريق، فإن الأسئلة الكبرى ستظل قائمة: هل ستتغير نتائج سريع وادي زم حقا بمجرد تغيير المدرب، أم أن الأزمة أعمق وتحتاج إلى إصلاحات هيكلية داخل الفريق؟ الأمل معقود على أن تحمل الأسابيع المقبلة الإجابة على هذه التساؤلات، وأن يظهر الفريق تحسنا في الأداء يعيد الأمل لجماهيره العريضة.
يظل سريع وادي زم نموذجا مصغرا لأزمة أعمق تعاني منها بعض الأندية الوطنية، حيث تتداخل المشاكل الفنية مع ضعف التسيير وعدم وجود رؤية واضحة. وفي النهاية، تحتاج هذه الفرق إلى خطط طويلة الأمد تضع مصلحة النادي على رأس الأولويات، بعيدا عن الحلول المؤقتة وتغيير المدربين كأداة للتخلص من الأزمات الآنية.