الجماهير وعلاقتها بالسياسة ..

الجماهير وعلاقتها بالسياسة ..
أمين احرشيون :

في المقابلة الأخيرة التي أجراها المنتخب الوطني المغربي والتي أجريت على الأراضي الإسبانية وفي برشلونة خاصة ، بملعب اسبانيول الغريم اللدود للفريق الكتلاني، القليل منا من له دراسة كروية بنكهة سياسية، والبعض سيقول لنا لماذا يتم إدخال السياسة في الرياضة؟ و نحن نقول له العالم يسير على خطى الحاكم والمحكوم.
فالمملكة المغربية والمملكة الإسبانية لهما تاريخ عريق وسياسة متقاربة منذ القدم، لكن شاءت الأقدار ان نبتلي بجار عربي مسلم جعل من السياسة والرياضة عداوة و اللاقرابة و عدم احترام الجيران .

إسبانيا وفي الآونة الأخيرة أظهرت مدى تفهمها لموضوع القضية الأولى للمغاربة، في ما يعرف بالصحراء المغربية بحيث وضعت أصبعها على قلب كل مغربي من طنجة إلى الكويرة باعترافها بأن الحل الوحيد في يد المغرب.
هذا ما جعل العالم يقر بأن المملكة المغربية هي أرض السلام والتعايش بين الجيران.
انتقلنا للصحراء والموضوع هو المنتخب الذي لعب على أرض كتالانية إسبانية في ملعب تابع للعاصمة مدريد، هي الحقيقة أبينا ام كرهنا.
منذ أن طالب الكتلان بالانفصال والاستقلال عن المملكة الإسبانية، و منذ أن أصبحت بعض الاحزاب السياسية الكتلانية اليسارية تلعب دور الاستقطاب لصالحها ولعبها دور المنقذ هنا و هناك ،حيث كانت سببا في خلق صراعات بين المغاربة منهم المؤيد والاخر المعارض أكثرهم لا علاقة لهم بالموضوع.
الفريق الكتلاني الثاني إسبانيول كان له دور مهم من حيث الموضوع ، بحكم أن له اسم (espanyol)
المنتخب المغربي استقبل نظيره الشيلي بملعب اسبانيول وكانه يلعب في الرباط أو الدار البيضاء جماهير غفيرة حضرت للمساندة وهذا دليل على أن للمغاربة لهم وجود في منطقة كتالونيا الإسبانية.
اليمين المتطرف ووجهته المغايرة في الحكم على المقابلة لحد الساعة لم يجد تحليلا ليخرج كعادته يصرح ويندد لان مصلحته ليست في المواطنين المغاربة المقيمين هنا ، بل مصلحته في مستقبل الوحدة الإسبانية والنظرة المستقبلية لجاره الغريم الكتلاني وعلاقة الشعوب فيما بينها.
هنا يمكن القول أن الجار العربي المسلم صاحب العروبة وكما يقال النخوة، بقي مكتوف الأيدي بينما المغرب يلعب في ارض الواقع في تناغم تام بين المملكتين الإسبانية والمغربية .
المغاربة في أرض الواقع هم حاضرون، وفي الديبلوماسية ساهرون على إيجاد الحلول من أجل مستقبل المنطقة باسرها.
الرياضة والسياسة نوعان يختلفان لكن الهدف واحد، إعلاء الرايات و رص الصفوف فكان للجمهور المغربي بملعب إسبانيول ببرشلونة دور فعال في إقرار على أن الشعب المغربي وراء المنتخب الوطني و سياسته تتماشى مع الدبلوماسية المغربية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *