يا بن جرير…..أين الحكماء ؟
الأجواء الغير المسبوقة التي تعيشها مدينة إبن جرير على بعد أيام معدودات من دورة ماي المقررة يوم 2022/05/05، تنم على قنبلة موقوتة لايفصلها على الإنفجار إلا الدوس على زناد العبوة الذي نصبها أحد المعمرين بالمجلس البلدي، والذي نودي عليه على عجل لبرمجة فائض سنة 2021 والعادة أن الفائض يبرمج في أولويات الساكنة المقهورة وفق التصورات المعقلنة عملا بالتشاركية، التي لم يلمس فيها سوى الشعارات الغوغائية لتحقيق مصالح خاصة دون أية منفعة عامة وبإستعادة شريط الأحداث المتسلسلة منذ إغلاق مكاتب التصويت والإعلان عن لوائح الفائزين بتاريخ الأربعاء 2021/09/08 إلى يوم موعد الحسم المرتقب، الذي يتمناه أغلب المهتمين بالشأن المحلي أن يشكل لحظة مفصلية لإستعادة دوران عجلة المجلس المعطلة للدوران قبل أن تنقلب مركبة التنمية.
حيث لارجعة ولكي نضع المتتبعين في قلب الحدث فإستلهام التخطيط المشلول لولاية المجلس الأخير ،إن لم نقل نسخه الكلي يعتبر النقطة المحورية التي أشعلت فتيل التطاحنات بين تحالف G21 وأنصار رئيسة المجلس وبالموازاة مع شد الحبل بين الفصيلين، تغزو فضاءات العالم الأزرق الرحماني العديد من الفيديوهات التي تصب جام غضبها على الموكولة إليهم مهام تذبير الشأن المحلي بالمدينة الذين أخلفوا وعدهم وتجاهلوا مطلب الساكنة المشروع.
والذي لايتجاوز خدمات القرب وإستصلاح شبكة الطرق الكارثية بدلا من برمجة فائض الجماعة في زيادة أسطول السيارات وإدراج بعض النقط تكرارا بالرغم من برمجتها في دورة الميزانية قبل شهرين كالمبلغ المخصص لتهيئة الجماعة التي لازالت الأشغال مستمرة بها وصيانة المقابر الممتلئة وتطبيق القرارات المتعلقة بإغلاقها، كما تم التصويت عليها في السابق كما أن مقترح 61 مليون كمبلغ مخصص للنافورات التي إستنزفت حبر أقلام كل الصفحات خلال العشرية الأخيرة يعتبر إستمرارا للعبث المقنع أو كما يسميه العامية ب”الطنز العكري” ،حيث لاإضافة منتظرة من هكذا أوراش لم تستطع وكالة توزيع المياه توفيرها لأحياء المدينة فما بالك بجمادها علما أنها مفتقدة للجمالية بإستثناء الوحيدة المنتصبة في مدخل المدينة في إتجاه مدينة مراكش.
وفي إستطلاعات لبعض آراء ساكنة الأحياء الهامشية بالمدينة يتضح بما لايدع مجالا للشك أن المواطنين فقدوا الثقة نهائيا في الساسة ،وفي شيء إسمه السياسة كما جاء على لسان أحد الشيوخ الذي إعتاد إستلام قفة رمضان في أوائل شهر الغفران وبنبرة حادة وعيناه تفيضان ألما “تنشدو القفة في رمضان ياك ماعطلوها باغين يعطونا معاها الحولي ديال العيد هذا العام” .
ختاما وليس أخيرا المؤشرات لاتبشر بخير والأنفاس محبوسة بلغت الحلقوم وكل الآمال مبنية على تدخلات إستعجالية لمن يمتلك الحكامة المطلوبة قبل فوات الأوان حينها ستسلم روح المدينة لبارئها على مرمى وأعين أبنائها الشرفاء الذين لا حول ولاقوة لهم في ظل إستمرار سياسة الكيل بمكيالين لتبقى كل الشعارات الرنانة وإدماج الشباب وإلزامية الكفاءات في عملية السياسة بالمدينة مجرد أضغاث أحلام.
بن جرير: عبد الغني رشيق

