هزة داخلية تهز عمالة سطات.. هل نحن أمام تطهير إداري من أجل عمل متوازن؟

هزة داخلية تهز عمالة سطات.. هل نحن أمام تطهير إداري من أجل عمل متوازن؟
بقلم: بوشعيب نجار

في مشهد إداري غير مسبوق، تشهد عمالة إقليم سطات ما يشبه الهزة الإدارية، لم تحدد بعد درجتها على سلم “ريختر” المؤسساتي. فبعد تقديم رئيس قسم الشؤون الداخلية طلب إعفائه من مهامه بحسب بعض المصادر، التحق به الكاتب العام للعمالة مقدما على نفس الخطوة، مثيرين علامات استفهام عريضة: هل يتعلق الأمر بإعادة ترتيب البيت الداخلي، أم أننا بصدد تجاذبات إدارية خرجت أخيرًا إلى العلن؟

منذ تعيين محمد حبوها على رأس عمالة الإقليم، بدا واضحًا أن الرجل جاء بمنهج جديد، يقطع مع ممارسات الماضي التي لطالما ارتبطت بسماسرة الشأن المحلي وبعض الوجوه التي راكمت النفوذ في كواليس الإدارة. بوصد الأبواب في وجه “الوسطاء” وتغيير نمط تدبير الملفات، منح العامل الجديد إشارات قوية توحي برغبته في إعادة هيكلة البيت الداخلي، انطلاقًا من تصحيح تموقع المسؤولين الكبار داخليًا قبل الخروج إلى أرض الميدان.

مصادر جيدة الاطلاع تؤكد أن وقع الهزة الإدارية وصل إلى عصب العمالة، حيث بدأت رياح التغيير تقتلع جذور بعض المسؤولين الذين وُصفوا سابقًا بـ”الثابتين في مواقعهم مهما تغيرت الحكومات والعُمال”. نفس المصادر كشفت أن حملة التنقية التي يقودها العامل الجديد أزعجت بعض رؤساء الجماعات الذين أصبحوا يتحسسون رؤوسهم في انتظار “دورهم”، خاصة في ظل سعي السلطة الإقليمية إلى تحريك المشاريع المتوقفة، والقطع مع سياسة التراخي وغضّ الطرف.

وفي سابقة من نوعها، غاب العامل عن أشغال الدورة الاستثنائية الأخيرة للمجلس الإقليمي، ما فتح الباب لتأويلات عدة، أبرزها أن الغياب قد لا يكون صدفة، بل رسالة سياسية واضحة المعالم، تعبّر عن موقف صارم من تدبير المجلس الإقليمي الذي وُصِف أداؤه في الدورة بـ”المرتبك والعاجز عن مواكبة انتظارات الساكنة”.

المشهد العام بالإقليم يُنذر بتغيرات عميقة، وقد تكون قرارات الإعفاء أو طلبات التنحي بداية سلسلة من الإصلاحات الهيكلية التي تستهدف ضخّ دماء جديدة في شرايين الإدارة الترابية بالإقليم، وربما ترسيخ لمرحلة انتقالية تتماشى مع التوجيهات الملكية بخصوص ربط المسؤولية بالمحاسبة.
في سياق متصل كشفت مصادر مطلعة أن عامل إقليم سطات الجديد قطع مع عهد التأخرات و عدم انضباط موظفي العمالة و بات الالتزام بأوقات العمل و التواجد بالمكاتب ضرورة ملحة لكل من يتقاضى راتبا من جيوب دافعي الضرائب.

فهل نحن أمام لحظة تطهير فعلي لإدارة عانت لسنوات من أعطاب التدبير والتواطؤ؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون صراع مصالح خرج للعلن بعدما تغيرت موازين القوة داخل العمالة؟ الأيام القادمة كفيلة بكشف المستور.

One thought on “هزة داخلية تهز عمالة سطات.. هل نحن أمام تطهير إداري من أجل عمل متوازن؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *