مسالك طرقية بجماعة سيدي العايدي تبقى وصمة عار على جبين المجلس الجماعي
لازالت المسالك الطرق التي تربط عددا كبيرا من الدواوير بمركز جماعة سيدي العايدي و أخرى تؤدي إلى مدينة سطات تندب حظها من الوضع المتردي و الكارثي الذي أرخى بظلاله لعقود، مسلطا وابلا من المعاناة اليومية على ساكنة غيرت من نمط عيشها و طورت مصادر دخلها بشكل أصبح يحتم عليها استعمال الطريق يوميا اعتمادا على وسائل نقل حديثة.
واقع مزري عاينته أعين مجلة 24 أثناء جولان سيارة الخدمة بمجموعة من الطرق ، و هي المنفذ الوحيد لعدة دواوير تكاد تخلو من أصوات منددة و حناجر صادحة تستنكر سوء تدبير المجلس الجماعي لسيدي العايدي و تطالب بحقوقها الدستورية المشروعة رغما عن أنفه ، أو على الأقل توبخ من نالوا ثقة الساكنة حينما كانوا يتوسلون إليها مطأطئين رؤوسهم إبان الانتخابات ، على انعدام تحليهم بالغيرة و حفظ ماء الوجه و لو تعلق الأمر بقبائلهم و مساقط رؤوسهم.
مسالك طرقية من المستحيل أن ينفي أي منتخب أنها لم تبرمج للتهيئة و الإصلاح و لم تخصص لها ميزانيات لهذا الغرض ، إلا إذا كان أميا أو جاهلا تمر الوثائق بين يديه فيقبلها و يمضي عليها دون علم بمحتوياتها ، ممهدا الطريق لمن ينتهز الفرصة لنهب المال العام مع إمكانية استفادة الموقعين من فتات الكعكة ، و هي الفرضية الأكثر ترجيحا في ظل الواقع المؤسف الحالي .
دواوير كثيرة تحاول بإمكانياتها الذاتية الخاصة تجاوز العقبات للخروج من عزلة لطالما ساهمت في صعوبة تنقل المرضى و الحوامل إلى المستشفيات و المراكز الصحية و الفلاحين إلى الأسواق و التلاميذ و الأطر للمدارس و العاملين بالمدن إلى مقرات عملهم ، و نذكر على سبيل المثال لا الحصر دواوير كل من لعميريين و أولاد علي و أولاد غنام و لعنانات و اجبالة و اولاد لعريبي …
و لتمويه الرأي العام المحلي و رش الغبار في أعين بعض الجمعيات الموجودة على الورق فقط و التي لا تحرك ساكنا إما لعدم إلمام أعضائها بالمهام المجتمعية و التنموية أو لقلة تجاربها ، نهج المجلس الجماعي بعض السبل لملء الحفر الطرقية بالأتربة و الأحجار و دك بعض المسالك بتربة ممزوجة بالحصى أو ما يسمى ب”البياضة” لتغطية الهفوات المقصودة التي أدت إلى حرمان الساكنة من حقوقها المشروعة ، لكن بعد مرور الأيام و خاصة في فصل الشتاء تدوب و تنجرف الأتربة فتعود دار لقمان إلى حالها أو تصبح أشد ترديا مما كانت عليه قبل ” وضع لعكر على الخنونة ” كما يقول المثل العامي.
الوضع المتدني للطرقات دليل واضح على غياب ثقافة التغيير و الإصلاح من أجل تحقيق تطلعات ساكنة المنطقة من قبل المجلس الجماعي لسيدي العايدي و ما ذلك إلا جزء من حزمة الإخفاقات المتعمدة في قطاعات متعددة أبطالها أعضاء المجلس المذكور و فشله الذريع في التسيير جملة و تفصيلا تجاوز صداع مؤسسات الدولة الرقابية و الحساباتية .

