عشوائية الأشغال و الإصلاحات تحول مدينة سطات إلى ورش للحفر و المطبات وسط تراشق للمسؤوليات

عشوائية الأشغال و الإصلاحات تحول مدينة سطات إلى ورش للحفر و المطبات وسط تراشق للمسؤوليات
مجلة 24 - عبد الصمد بياضي

تثير أشغال الإصلاحات التي تشهدها شوارع مدينة سطات في الآونة الأخيرة موجة من الجدل في صفوف الساكنة ، و بغض النظر عن توقيت هذه الأشغال فإن مخلفاتها و عدم إتمامها و العشوائية التي ميزتها ، هي النقط المشتركة التي لقيت انتقادات المواطنين الواسعة.

في هذا الإطار ذهب كثيرون إلى اعتبار ظرفية الأشغال و توقيتها ، و نحن على أبواب استحقاقات 2021 ، رسائل انتخابية لمن يهمهم الأمر ، في حين ربط البعض ذلك و بحسب ما يروج باللإفراج المتأخر لمجلس الجهة عن ميزانية مخصصة لهذه الأشغال و إعادة التهيئة داخل المدار الحضري لعاصمة الشاوية.

في السياق ذاته ، إذا كانت فئة عريضة من الساكنة تعبر عن تثمينها أشغال توسيع بعض الشوارع نظرا لما للأمر من إيجابيات في سيولة حركة المرور و تنظيمها ، فإن العديد من المواطنين اعتبروا العشوائية في الإصلاحات دليلا واضحا على غياب رؤى تهيئية و تنموية ذات مدى طويل ، يستشف منها تضارب مصالح المنتخبين و عدم اهتمامهم بضرورة إتقان العمل و إلزامية حت المقاولات المتفق معها لإنجاز الأشغال على حتمية تنظيف الشوارع و الأماكن من كل ما تخلفه.

و بلكنة انتقاد حادة ذهب الغاضبون من سوء تدبير الشان المحلي بسطات ، إلى وصف هذه الأشغال بالترقيعات التي تزيد من تشويه رونق و جمالية المدينة ، مبرزين أن الحفر و ركام الأتربة و الأحجار و بقايا بعض المواد و مخلفات المقاولات ، حولت شوارع المدينة و ساحاتها إلى مشاهد مرفوضة أمام أعين المنتخبين الذين قد يعتبرون هذه الفوضى و العشوائية جزءا من الإصلاح في نظرهم ، و من خلالها قد يتوخون لفت انتباه الساكنة إلى ” هذا الخراب و الإنجاز العظيم”.

في نفس الاتجاه ، اختلطت الأوراق و لم يعد واضحا من هي الجهة التي تتبنى هذا المشروع و من هي التي تسهر على ذاك ، و أضحى باب التراشق بالمسؤوليات مفتوحا على مصراعيه ، فالوكالة المستقلة لتوزيع الماء و الكهرباء بالشاوية انطلقت أشغالها المتعلقة بتهيئة قنوات الصرف الصحي منذ مدة ، و المجلس الإقليمي تبنى مشاريع بعيدة كل البعد عن الأولويات كالمتعلق بتثبيت أعمدة كهربائية جديدة مع التركيز على مداخل و مخارج المدينة بميزانية خيالية بطبيعة الحال إضافة لترقيع كسوة بعض المقاطع الطرقية و الشوارع ، و المجلس الجماعي لم يقف مكثوف الأيدي للسهر على بعض الإصلاحات تتعلق أيضا بالشوارع و الحدائق لا تسمن و لا تغني من جوع بحسب العديد من المتتبعين.

“ثورة “في الأشغال و الإصلاحات بالنسبة للمنتخبين و حزمة ترقيعات في نظر المنتقدين ، لقيت استهجانا من قبل أغلبية الساكنة و غضبا من لدن بعض أصحاب المحلات التجارية و المقاهي و المطاعم  المتواجدة بالشوارع المعنية بهذه الأشغال و التي تم ترميم جنبات أبوابها بقطع من الرخام ، غير أن الغريب و العجيب هناك من استفاد من الرخام  و هناك من لم يصله الدور و نفد الرخام و لم يبقى له إلا الحفر مع الأسف، لكن المهم أن هناك “رغبة للإصلاح” !.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *