ضفاف نهر أم الربيع بمنطقة بولعوان أو وادي الموت ( صور )
في كل سنة على ضفاف نهر أم الربيع بمنطقة بولعوان بإقليم سطات ، تسجل وفيات نتيجة غرق أشخاص لم يضعوا في حسبانهم أن السباحة لها وجهة أخرى ، في وادي تخفي أعماق مياهه خبايا من الأوحال و النبابات تعتبر مصيدات تؤدي لا محالة إلى الغرق و لفظ الأنفاس الأخيرة حتى و إن كان السباح محترفا.
في كل عام و على طول نهر أم الربيع بالمنطقة المذكورة تصطف جموع من الأسر بكبارها و صغارها و خلفهم طوابير من السيارات و الدراجات النارية، و خاصة في فصل الصيف و تزامنا مع موجة الحر ، ظنا منهم أنهم وجدوا ضالتهم في وادي يعتبرونه المتنفس الوحيد و ملجأ للراحة و الاستجمام و الترفيه و التخفيف من حرارة الأجواء ، في ظل غياب متنفسات أخرى مرخص لها من قبل السلطات المختصة .
يستقطب النهر وافدين و زوار من مختلف المناطق و حتى الغير التابعة للنفوذ الترابي ببولعوان ، و اختيار الأماكن يتم بشكل عشوائي في ظل غياب الإرشادات و التوجيهات التنظيمية أو إشارات السماح بالولوج إلى الوادي من عدمه ، في إشارة واضحة إلى غياب دور السلطات في التوعية و التحسيس بخطورة هذه الأطنان من المياه المتدفقة التي يمكن استعمالها لأغراض أخرى إلا السباحة.
أبناء المنطقة لهم ذراية كافية بصعوبة بعض الأماكن و خطورتها و عليه يتجنبون السباحة فيها ، فيما الزوار الغرباء غالبا ما يخوضون مغامرة غير محسوبة العواقب ، انتهت في الكثير من المرات بتدخل غطاسي الوقاية المدنية و انتشال الجثت و نقلها إلى مستودع الأموات.
في السنة الماضية و بعد ارتفاع صيحات بعض المواطنين و الجمعويين من أبناء المنطقة ، أقدمت السلطات المختصة على إغلاق منافذ النهر في محاولة منها لمنع الزوار الدخول إليه و تجنب خسائر بشرية ، و قوبلت هذه الخطوة برفض مجموعة من السكان المجاورين ، على اعتبار أن الوادي يعد مصدرا لجلب الماء الذي يستعملونه في حياتهم اليومية و في تروية مواشيهم و قد يستعمل أحياء للشرب في ظل شح الموارد المائية للماء الشروب.
و في السنة الحالية فتحت كل المنافذ على مصراعيها ، و أصبح الوادي قبلة لزوار أغلبهم شبان و قصر دون استثناء الأطفال الغير المرفوقين بذويهم ، و الخطير في الأمر أن بعض المدمنين على المواد الممنوعة يرتادون أيضا المكان ، و نحن نعلم أن الشخص المخدر أو المهلوس يتخيل نفسه “قرشا” يستطيع السباحة في الأماكن الوعرة.
و ينضاف إلى كل هذه المعطيات المقلقة ، و نحن نعيش زمن كورونا ، الغياب التام للتقيد بالتدابير الوقائية و الاحترازية لتجنب تفشي الفيروس التاجي ، خاصة و أن الأمر يتعلق بمنطقة قروية تنعدم فيها أبسط مقومات التطبيب و التمريض و وسائل الكشف ، مما ينذر بكارثة وبائية بهذا الجزء من العالم القروي.
إن الوفيات الناجمة عن غرق بعض زوار نهر أم الربيع كل سنة و خاصة في صفوف الشباب ، تضع عمل السلطات بين قوسين و ترمي بآليات اشتغالها لحماية أرواح الوافدين في خانة عدم الاهتمام ، و إذا كان الأمر غير صحيص فمن الواجب عليها اتخاذ ما يلزم لمنع هذه الأماكن الخطيرة في وجه العموم أو تنظيم الولوج إليها ، بعيدا عن سياسة اللامبالاة أو الاتكال على المثل القائل : ” كل شاه معلقة بعرقوبها”.