شكاية من مستشار بالغرفة الثانية بسطات تكشف عن الإقطاع الفلاحي

هكذا يفهم من ممثلي الأمة بالبرلمان بغرفتيه، أنهم يشرعون ويراقبون الحكومة في أدائهما ، لكن إقليم سطات يشد عن هذه القاعدة الوطنية، وهذا ما تؤكده وقائع نازلة شكاية لمستشار بالغرفة الثانية، تلقفتها منابر إعلامية تفهم جيدا في صياغة أخبار العوام باللغة العامية.
الشكاية صيغت بأسوب، يكشف عن طبيعة العقلية الإقطاعية الفلاحية المهيمنة على إقليم سطات بسيطرة الإقطاع وانتفاعه من الأراضي السلالية.
وهذا الواقع الريفي هو الذي عرقل مدينة سطات، أن تكون مركزا لجهة الشاوية ورديغة وأن تلعب دور القاطرة في جر المنطقة نحو قيم الحداثة والعقلانية.
مستشار محترم يقول بأنه بحكم هذه المكانة السياسية، كان يلتقي بمسؤولي الدولة بمقر العمالة ويربط معهم علاقات إنسانية، ومن العلاقة الإنسانية جاءت مطالب مسؤول في السلطة القضائية ليقتني له عجلات لسيارته، وبالطبع وافق ، فإذا بالطلب يتغير فجأة للمطالبة بمبلغ من المال.
فيصيح المستشار المحترم، أنه ليس بتاجر مخدرات، وبعدها تنهار عليه الدنيا ويتم الانتقام منه في العديد من الملفات بالشكايات الكيدية ويغدو أبناؤه موضع متابعات في قضايا لا يراها المستشار المحترم بأنها جرائم خطيرة.
وفي الأخير يناشد التدخل لفائدته، وقد بات الخوف يطارده والعزم آخذه للهجرة إلى حيث لا يطارده الظلم.
هذا السرد لا يتمتع بتفاصيل الحياكة العقلانية وهو أقرب لمنطق الصبيان الذين لم يبلغوا بعد أشدهم أو لنقل هو نوع من الهذيان الصادر عن أحد ممثلي الأمة والذي يفترض فيه، أن يلعب أدوارا طلائعية للارتقاء بالممارسة السياسية لمواجهة تحديات المغرب في هذه الألفية الثالثة، كما يروج لذلك الحزب الذي ينتمي إليه.
طبيعة الشكاية لا تليق بالمستشار المحترم والذي بناها على دفوعات من الصعب أن تجد لها من يعمل على تصديقها.
في الواقع لسنا ضد تقديم التظلم، فهذا حق مكفول لكل المواطنين ومن بين الحقوق الأساسية لحماية كرامة الإنسان وحقه في الدفاع عن نفسه، متى تم الاعتداء عليها ومن طرف أي كان.
لكن للحكي بنيته التي يتأسس عليها، وهذه البنية بالذات ترتبط بالمقولات العقلية في صدق وقائعها وترابط أحداثها بالمنطق الذي يرجح الصدق أو الكذب والافتراء.
بل حتى القرآن نبه عن الأنباء وما تستدعيه من تبيان للأمور، ليتضح فيها الخيط الأبيض من الأسود لكن في كل الحالات، لا يأخذنا سوى الأسف. عن الصيغة والأسلوب.