سماسرة الانتخابات بإقليم سطات و الولاء لنفس الوجوه

سماسرة الانتخابات بإقليم سطات و الولاء لنفس الوجوه
مجلة 24 - عبد الصمد بياضي

على بعد أزيد من ثلاثة أشهر من موعد الاستحقاقات البرلمانية و الجماعية التي ستشهدها بلادنا في سبتمبر المقبل، شرع سماسرة الانتخابات بإقليم سطات في تنزيل الأوامر و التعليمات التي تلقونها من أسيادهم ( المنتخبون المفترضون) ، و ينقسم أغلب هؤلاء الوسطاء الاسترزاقيون إلى صنفين : أصحاب “الشن الطن” أي الدفع الكبير أولا ثم العمل و المشيدون آمالهم على الوعود و الطمع مع بعض الفتات المادي لتغطية المصاريف العادية .

بين عشية و ضحاها تحول سماسرة الانتخابات إلى دعاة بأسلوب النفاق و نكران الذات لتقديم الورقات التعريفية للمترشحين المفترضين في بقاع الإقليم ، و بلا حياء و لا أدب يحاولون تلميع صور الوجوه الانتخابية علما أن الجزء الأكبر منها كان مصدرا لصنع البؤس و اليأس و الحرمان و تبدبد المال العام ، فتراهم يمجدون هذا و يرفعون قيمة ذاك و يدافعون عن أمية و جهل الآخر ، لا لشيء سوى لمحاولة تكسير يقين المواطنين بفشل و إخفاقات هؤلاء الأشخاص الذين يتحولون إبان الحملات الانتخابية إلى شخصيات تتصنع التواضع و المحبة و الوفاء و السخاء.

منهم من غير الوجهة بسبب محدودية خططه في استمالة و استقطاب الناخبين و تلقيهم الورقات الحمراء من لدن أسيادهم، على اعتبار أن المترشح يضع ثقته في الأكثر شعبية و الأشد تألقا في إيهام الناس و المتمكن في إقناع الآخرين من مصداقيته و نزاهته و سخائه في مساعدة المحتاجين ، أما المتكلمون باسم ” أصحاب الشكارة” فيمشون مختالون فخورون واضعون نصب أعينهم أن شراء الأصوات لا يفسد في الود قضية مسطرين من أجل ذلك برامج و مخططات مدروسة في إطار مجموعات عمل بمختلف المناطق القروية و الحضرية في تنسيق محكم مع “الباطرون”.

أغلب الوجوه التي تنوي الترشح للاستحقاقات المقبلة بإقليم سطات، مألوفة، بل معروفة بالفشل و فقدانها للمسؤولية و قدرتها على خدمة الصالح العام و تعد مثالا في تحقيق المصالح الخاصة و اختلاس المال العام ، مع إمكانية استثناء بعض الوجوه التي حققت بعض الإنجازات قد تحفظ ماء وجهها ، في حين معظم المترشحين المفترضين الجدد و بحكم مواقعهم في المجتمع يتضح أنهم يسعون للحصول على المناصب المهمة للدفاع عن مخططاتهم المستقبلية الخاصة.

و في انتظار أن تتضح الصورة أكثر بعد الإعلان عن اللوائح الانتخابية لمختلف الأحزاب ، نتمنى أن يكون المواطن السطاتي واعيا تمام الوعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقه في اختيار من يستحق حمل مشعل تنمية الإقليم و تحقيق تطلعات الساكنة ، و دون ذلك لا فائدة من البكاء على الميت.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *