جماعة سيدي العايدي… منازل بدون كهرباء ولا ماء، و”المسالك الطرقية” بدون ملامح تنمية

سطات: بوشعيب نجار
وسط صمت مطبق من الجهات المسؤولة، تعيش جماعة سيدي العايدي التابعة لإقليم سطات أوضاعا تنموية توصف بالكارثية، حيث ما تزال عشرات المنازل غير مرتبطة بشبكة الكهرباء ولا بقنوات الماء الصالح للشرب، في مشهد يعكس بوضوح عمق الهشاشة والتهميش الذي تعانيه ساكنة هذه الرقعة المنسية.
الطرق، أو ما يُطلق عليها مجازاً “مسالك”، لا تصلح حتى لسير الدواب، ناهيك عن السيارات أو سيارات الإسعاف في الحالات المستعجلة. كل ما يربط الساكنة بمراكز الخدمات الأساسية هو أوحال الشتاء وغبار الصيف، في وقت يتحدث فيه الخطاب الرسمي عن فك العزلة والتنمية القروية ومشاريع “العالم القروي”.
ورغم الشعارات الرنانة التي تُرفع في كل موسم انتخابي، فإن الواقع الميداني يُكذّب كل شيء. لا مشاريع فعلية، ولا مراقبة لجودة الأشغال حين يتم الإعلان عن تهيئة طريق أو صب بعض “البيزالت او البياضة”. أما شبكات الاتصال، فغائبة أو ضعيفة إلى درجة لا يمكن معها إجراء مكالمة هاتفية في بعض المناطق، فما بالك بالولوج إلى الإنترنت أو الاستفادة من خدمات رقمية.
ما يحدث في سيدي العايدي ليس استثناءً، بل حلقة أخرى في سلسلة طويلة من التهميش الذي تعرفه البوادي التابعة لإقليم سطات، حيث تظل التنمية مجرد “مسميات” تُستخدم في تقارير وبرامج، دون أثر ملموس على الأرض. وكأنما هؤلاء السكان لا يدخلون في حسابات التنمية إلا حين يتعلق الأمر بإحصائيات الدعم أو استغلال الأصوات.
إن ساكنة سيدي العايدي لا تطلب المستحيل، بل فقط أبسط الحقوق: ماء نظيف، كهرباء، طريق سالكة، وهواتف تشتغل. أما الحديث عن التنمية، فذلك موضوع مؤجل حتى إشعار آخر.