بناية ” القيسارية و المسرح ” أو المشروع الأسود الذي يشوه مدينة سطات منذ عهد البصري

بناية ” القيسارية و المسرح ” أو المشروع الأسود الذي يشوه مدينة سطات منذ عهد البصري
مجلة 24 - عبد الصمد بياضي

من المشاريع المتوقفة و البنايات التي باتت تشوه منظر و جمالية مدينة سطات ، ما يعرف لدى الساكنة ب” القيسارية و المسرح ” ، و هو مشروع أطلق في عهد الراحل إدريس البصري ، كان سيكون بمثابة مركب تجاري و ثقافي و فني ، ليتحول منذ عقود إلى مجرد أطلال ، بل إلى بناية تتآكل مع مرور الوقت جذرانها الإسمنتية ، و يجري استغلالها في ممارسات و سلوكات سلبية .

و رغم الجدل الكبير الذي أثارته هذه البناية المتموقعة وسط مدينة سطات فوق وادي ” بوموسى” ، لم تنجح المجالس المنتخبة المتعاقبة لسنوات طوال ، في فك لغز هذا المشروع المشبوه ، و لم تستطع السلطات المختصة إيجاد حلول له تفضي إلى الإتمام أو التوقيف النهائي و التخلص من البناية التي باتت ملجأ للمدمنين على الكحول و المخدرات و مأوى للمتسكعين و المتشردين و مرحاضا لمن لا يجد مرحاضا يقضي فيه حاجته ، و مكانا لرمي الأزبال و القادورات ، علما أن يحاذي أعرق مسجد بمدينة سطات .

في   هذا الإطار قام المجلس السابق ببعض المحاولات من أجل إتمام المشروع الذي كان يعول عليه لخلق مناصب شغل من خلال المحلات التجارية و صقل مواهب الشباب التواق للفن ، تركزت حول عقد اجتماعات و اتصالات ببعض الشركاء و إعداد الملفات التقنية و الإدارية  و إنجاز خبرة من قبل المختبر الوطني للدراسات والأبحاث على البناية المنجزة منذ ما يزيد عن 20 سنة ، لكن لا شيء تحقق حتى الآن.

و في ظل شح المعلومة عن هذا الموضوع ، تشير المعطيات أن الأسباب الرئيسية التي تقف في وجه إتمام المشروع هو وفاة بعد الشركاء و عدم تسوية المستثمر لالتزاماته ، سواء مع الجماعة أو مع باقي الإدارات التي لها علاقة بالمشروع ، و إلى أجل غير مسمى لا تزال ” دار لقمان ” على حالها ، في غياب لدور جمعيات المجتمع المدني.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *