الكراسي الفارغة..المشهد البارز فيما أطلق عليه اللقاءات التشاورية لجماعة سطات مع الفاعلين المحليين

الكراسي الفارغة..المشهد البارز فيما أطلق عليه اللقاءات التشاورية لجماعة سطات مع الفاعلين المحليين
مجلة 24 - عبد الصمد بياضي

يقول المثل العامي :” الشمس ميغطيهاش الغربال” ، و ما تشهده مدينة سطات من ركود في التنمية و تقاعس المنتخبين و المسؤولين عن إيجاد حلول تخرج عاصمة الشاوية من النفق الضيق لا يخفى على الكبير و الصغير،و الخطير في الأمر أن اليأس بات يخيم على معظم الساكنة و ثقتها في المسؤولين و المنتخبين من أجل التغيير أصبحت ضئيلة جدا ، و ذلك لكون الوضعية المزرية التي تتخبط فيها المدينة منذ عقود زادت حدتها في جميع المجالات لتتحول سطات المسكينة الضائعة إلى أضحوكة بمواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة للبعض و مشاهد تحز في النفس بالنسبة للبعض الآخر .

مناسبة هذا الحديث ، إعلان معلق بباب مقر بلدية سطات يحمل عبارات يتيمة ، مفاده أن المجلس الجماعي سينظم اللقاءات التشاورية مع الفاعلين المحليين ، من أجل إعداد برنامج الجماعة 2028/2023 ، غير أن هذا الإعلان لم يتضمن مكان إجراء هذه اللقاءات التي أطلق عليها تشاورية و لم يتم تحديد تواريخها و مواقيتها ، في إشارة واضحة إلى غياب رغبة بعض المنتخبين الذين وصلوا و للأسف إلى المجلس الجماعي الحالي بسجل حافل بالإخفاق و تبدير المال العام و أبناء المدينة يعرفونهم حق المعرفة .

عموما شهد مقر عمالة إقليم سطات اليوم الأربعاء 25 ماي الجاري ، انطلاقة هذه اللقاءات ” التشاورية” ، بحضور كل من إبراهيم أبو زيد ، عامل الإقليم ، رئيس المجلس الإقليمي ، نائب رئيس مجلس الجهة ، رئيس المجلس الجماعي و مستشاريه ، علاوة على بعض النواب البرلمانيين و ممثلي بعض الجمعيات و رؤساء المصالح الخارجية بالعمالة و شخصيات أخرى .

غير أن الغريب في الأمر ، أن معظم الجمعيات الفاعلة و الجادة و التي تحمل في جعبتها البرامج و المشاريع الهادفة التي يمكن الارتكاز عليها و بإمكانها المساهمة بأفكار و اقتراحات يمكن أخذها بعين الاعتبار ، لم تتوصل بدعوات رسمية أو بإبلاغات عبر الوسائط التواصلية ، دون إغفال غياب التواصل مع المنابر الإعلامية لتغطية هذا الحدث ، و هو ما جعل الكراسي الفارغة المشهد البارز ، و الشاهد الأول على عدم احترام المنظمين لأبجديات هذه اللقاءات و المعنى الحقيقي للمقاربة التشاركية ، ثم إذا كان حضور بعض الفاعلين على مقاس بعض المنتخبين و خاصة الذين كانوا من بين المساهمين في فوزهم بالانتخابات من دون التعميم طبعا ، وازنا كما يدعي البعض ، فإن الإعلام الحاضر بهذا الحدث لم يشعرنا بمساهمتهم فيه و اكتفى بكلمة السيد عامل إقليم سطات و بتصريح السيد مصطفى الثانوي ، رئيس المجلس الجماعي.

جميل أن نسمع في كلمات و تدخلات المسؤولين و المنتخبين المشاركين في هذا اللقاء ، تعابير من قبيل : “..وثيقة مرجعية لبرمجة المشاريع..تهدف إلى تحسين مستوى عيش الساكنة…القانون التنظيمي 113-14 و خاصة المادة 78..” و غيرها من الجمل ، لكن شتان بين الواقع و بين ما يقال ، فكم من مشروع هدرت فيه ميزانيات ضخمة مصدرها دافعي الضرائب دون جدوى و كم من برنامج تنموي خلق القائمون عليه ضجة لم يرى النور و كم و كم… لتبقى دار لقمان على حالها.. لك الله يا ساكنة مدينة سطات.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *