ارتفاع الأسعار و الفقر يدفع أسرا للتسول بشوارع مدينة سطات بحثا عن لقمة العيش

ارتفاع الأسعار و الفقر يدفع أسرا للتسول بشوارع مدينة سطات بحثا عن لقمة العيش
مجلة 24 - عبد الصمد بياضي

تشهد مدينة سطات ارتفاعا في أعداد المتسولين بالشوارع و الأزقة و أغلب الأحياء ، تزامنا مع موجة ارتفاع الأسعار التي يعرفها المغرب و تداعيات الجفاف و الفقر ، حيث لجأت الكثير من الأسر الفقيرة مضطرة إلى التسول و قد يرافق ذلك استغلال الأطفال أحيانا.

و يضم المجتمع السطاتي فئة عريضة من الطبقات الهشة التي دعتها اليوم الحاجة و صعوبة العيش في ظل ارتفاع أسعار أغلب المواد الضرورية التي ترتبط بمعيشها اليومي إلى البحث عن لقمة عيش أبنائها ، و لو تطلب الأمر امتهان التسول و طلب المساعدة من الآخرين في غياب للمبادرات سواء من الجمعيات أو المجالس المنتخبة و حتى من المؤسسات الحكومية ذات الصلة ، التي من شأنها تأمين لقمة العيش لهؤلاء الفقراء و لو لفترة محدودة.

و علاوة على ارتفاع الأسعار و تضخيم فواتير الماء و الكهرباء ، فإن هذه الطبقات الهشة تجد نفسها اليوم عاجزة عن دفع الواجبات الشهرية للمنازل و البيوت التي تكتريها ، و هي حقيقة مرة تضعها اليوم بين مطرقة الجوع و سندان الكراء.

و يرتبط تفشي ظاهرة التسول بمدينة سطات أيضا بالبطالة و انعدام فرص الشغل بعد أن تحولت المنطقة الصناعية إلى أطلال و مغادرة أغلب المقاولات و الشركات إلى مدن أخرى بسبب العراقيل و غياب الرؤى التنموية الحقيقية للمجالس المنتخبة المتعاقبة.

قد يقول قائل أن المسألة تعتبر عامة و تهم معظم ربوع المملكة نظرا للقرارات الحكومية القاسية في حق المواطنين و تحججها بتداعيات وباء كورونا ، و قد يعتبر أن التسول ليس عيبا بالنظر إلى كون التضامن و التعاون من شيم ديننا الإسلامي ، إلا أن دور المسؤولين و المنتخبين في مثل هاته الظروف الصعبة يجب أن يبرز و لو كان في حدود دنيا ، حينها يمكن للمواطن البسيط أن يعتقد أنه يعيش في دولة تحترم كرامته.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *