مدينة الفنيدق مزار للحراكة، والحمقى، والمتشردين، و كل من تقطعت بهم السبل …!!!

تتواصل مظاهر العشوائية والتسيب بمدينة الفنيدق، خادشة ما تبقى من جماليتها، وضاربة هدوء شوارعها وأزقتها التي امتدت إليها العدوى، فاحتلت عن آخرها بمظاهر تعود لقرون قد خلت،بسبب عرض الخردة و المتلاشيات و الملابس المستعملة ولوازم المراحيض المستعملة التي تعرض على قارعة الطريق.
و مع استفحال عربات الوجبات السريعة التي تباع للمواطنين لم تطالها لجن المراقبة، ولعل الفنيدق قد حطمت كل الأرقام القياسية على مستوى الفوضى والعشوائية إلى أن أصبحت تنعت من بعض زوار المدينة بالجوطية، وأصبحت ملجئ لكل الشباب التائه و المتشردين، و أطفال الشوارع و المتسولين والحراكة و المهاجرين السريين من جنسيات مختلفة، بعدما وجدوا بيئة تتناسب مع وضعيتهم الاجتماعية المزرية، التي لم يسعفهم الحظ ليندمجوا و ليستقروا في وطنهم، بسبب الظروف التي دفعتهم إلى التخلي عن عائلاتهم، و للهروب من البؤس والفقر وانعدام فرص الشغل والفرار من أوضاع تنعدم فيها ابسط شروط الحياة الكريمة و جحيم لا يُطاق.
ليبقى الفرار والهجرة هو الخيار الوحيد للوصول إلى الحلم المفقود ، أو جثة تتغذى منها الأسماك، أو تقذفها الأمواج إلى السواحل البعيدة و القريبة، لتبقى حصيلة ضحايا الهجرة السرية سباحة نحو الثغر المحتل مجهولة العدد و المصير إلى أجل إيقاظ الضمير و الخلق الانساني.