وجوه جديدة في سباق التزكيات بإقليم سطات وسط سخط محلي وانعدام الثقة في النخب السياسية المستقبلية .

وجوه جديدة في سباق التزكيات بإقليم سطات وسط سخط محلي وانعدام الثقة في النخب السياسية المستقبلية .

سطات : بوشعيب نجار

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، بدأ المشهد السياسي بإقليم سطات يشهد تحركات غير مسبوقة، حيث برزت وجوه جديدة تسعى للحصول على تزكيات الأحزاب السياسية، في وقت تعيش فيه المنطقة حالة من السخط العارم تجاه العملية الانتخابية برمتها السابقة.

ويأتي هذا التنافس في ظل فقدان ساكنة سطات للثقة في النخب السياسية التي مثلت الإقليم سابقًا وحاليا، إذ غاب معظم النواب عن هموم المواطنين ولم يظهروا على الساحة إلا نادرًا، باستثناء قلة قليلة ممن حاولوا الدفاع عن مصالح الإقليم داخل البرلمان. ومع ذلك، فإن هذا الغياب الطويل جعل المواطنين يشعرون بأنهم مجرد أرقام انتخابية تُستغل كلما اقترب موعد الاقتراع.

ورغم أن الفترة الفاصلة عن موعد الترشح ما زالت قائمة، إلا أن “التموقع البرلماني” بدأ مبكرًا هذه المرة، من خلال تحركات مكثفة لمرشحين محتملين يسعون لتأمين مقاعدهم قبل الأوان. ويتجلى هذا الحراك في تنسيقهم مع وسطاء سياسيين، معروفين محليًا بـ”الشناقة”، حيث يتم تنظيم جلسات رمضانية وولائم سياسية تهدف إلى رسم خارطة طريق للهيمنة المبكرة على المشهد الانتخابي.

ويبدو أن هذه اللقاءات لا تخرج عن إطار التفاهمات المسبقة التي تكرس منطق المصالح الشخصية على حساب تطلعات المواطنين، وهو ما يزيد من حالة الغضب السطاتي تجاه هذه الممارسات. فرغم الخطابات المتكررة حول التغيير وتجديد النخب، إلا أن الواقع يؤكد أن اللعبة السياسية لا تزال تُدار بنفس الأساليب التقليدية التي تضع الولاءات والمصالح الضيقة فوق كل اعتبار.

وفي ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن الوجوه الجديدة من كسب ثقة المواطنين وإقناعهم بأن التغيير ممكن؟ أم أن الانتخابات المقبلة ستكون مجرد إعادة إنتاج لمشهد سياسي لم يعد يحظى بثقة الشارع؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *