هل فعلا الحكومة تتغيّر !

هل فعلا الحكومة تتغيّر !

أعلنت الحكومة المغربية أمس الجمعة، موافقتها على مشروع مرسوم جديد خاص برفع التعويضات المالية لطلبة كليات الطب، الصيدلة و طب الأسنان الذين يتلقون تكوينهم العملي في المراكز الإستشفائية الجامعية، و ذلك في إطار إصلاح شامل لمنظومة الصحة و الحماية الإجتماعية.

إلى جانب ذلك، تجري وزارة الصحة إستعدادات لإعادة تنظيم هيكلة شاملة لمهامها و إختصاصاتها بين المركز و الجهات. مشروع المرسوم الخاص بإعادة تنظيم الوزارة، الذي لم يشهد إصلاحًا جذريًا منذ عام 1994، يتقدم نحو مراحله النهائية و من المنتظر عرضه على أنظار المجلس الحكومي قريبًا.

المرسوم التنظيمي الجديد، الذي يحمل رقم 2.25.615، يهدف إلى مضاعفة المديريات المركزية من 7 إلى 17 مديرية و يُوسع عدد المناصب العليا.

بالنسبة لطلبة الطب، فرفع التعويضات أمر ذو رمزية كبيرة لأن التعويضات السابقة كانت محدودة و موروثة من مرسوم قديم يعود إلى سنة 1991، ما جعل الطلبة يواجهون تكاليف التدريب العملي دون تعويض عادل ملائم.

لطالب الطب الذي يسافر يوميًا إلى المستشفى الجامعي، يقيم لجزء من الأسبوع قرب مقر التكوين، و ينفق على المواصلات، التغذية، المبيت، يصبح الإنتظار من أجل تعويض مالي مستحق عبئًا إضافيًا لا يُحتسب فقط ماليًا بل نفسيًا و أكاديميًا. رفع التعويضات يعني القليل من راحة البال، و فرصة أفضل للتركيز على التكوين بلا الخوف من المشقة المادية التي تثقل كاهل الأسر.

لكن التحديات لا تزال كثيرة : كيف سيُنفّذ هذا المرسوم ؟ هل سيكون التأثير فوريًا و متى سيشعر الطلبة بالتغير ؟ و هل سيتم صرف التعويضات بأثر رجعي لمن طالهم التأخير ؟ هذه الأسئلة ما زالت محل نقاش بين الحركة الطلابية و وزارة الصحة و وزارة التعليم العالي.

التغيير الهيكلي للوزارة يُلقي بظلاله أيضًا على الملف الطلابي، لأنّ الهيكلة الجديدة يُفترض أن تُحسّن من التنسيق، توزيع الموارد البشرية، و ضمان جودة التكوين الطبي داخل المستشفيات الجامعية. إذا نجح الإصلاح، فقد لا يعود الطالب الطبي مضطرًا لأن يكون متسوّلًا لتعويض بسيط، بل يعتبر جزءًا من المنظومة الصحية التي تُقدّر مجهوده و تحترم ظروفه.

في النهاية، رفع التعويضات و إصلاح هيكلة وزارة الصحة مشاريع كبيرة، وعدّتها الحكومة خطوات ضرورية لردّ الإعتبار للقطاع الصحي و للأطباء في المستقبل. لكن الطريق من القرار إلى التنفيذ طويل، و النجاح فيه لن يُقاس بمجرد توقيع مراسيم بل بكيفية تأثيرها في حياة طالبِ الطب في ميدان التدريب اليومي، في الصف، في المداومة، في الأمل الذي يرى فيه أن الدولة لم تنسِه.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *