توضيح الواضحات من المفضحات عوض انقاد مدينة الجديدة يتم تغطية الواقع المر…

توضيح الواضحات من المفضحات عوض انقاد مدينة الجديدة يتم تغطية الواقع المر…

إن كاتب البلاغ بربيعة رغم انه لايستطيع كتابته فقط املي عليه، والذي اجتهد في صياغته بنبرة دفاعية قائمة على التمويه، بدا تحت تأثير ضعف سياسي واضح، مقروناً بغياب القدرة على استيعاب الخطاب الراقي. فجاء البلاغ محمّلاً برسائل تعكس فقدان الثقة بالنفس والخوف من المحاسبة على مسار تدبيري ارتجالي أساء لمدينة الجديدة وأخل بتوازنها التنموي.

ويُفهم من لهجة البلاغ أنه يشكّل بداية نهاية فترة الهيمنة العائلية التي طبعت تسيير الشأن المحلي بمدينة الجديدة، والتي ساهمت في تعطيل إمكانياتها وإغراقها في تأخر غير مبرر.

لقد اهتزّت هذه العائلة سياسيا، وتبعثرت أوراقها، بسبب تصريح صحفي عادي للسيد عثمان الطرمونية، أدلى به في إطار مسؤولياته القيادية داخل حزب الاستقلال، وبنهج نقد ذاتي يعكس روح الإصلاح، وشمل من بين ما شمل أداء رئيس جماعة الجديدة، السيد جمال بنربيعة.

فلماذا كل هذا الارتباك؟ ولماذا هذه الفوضى السياسية التي أصابت تدبير الشأن المحلي بمدينة الجديدة؟ أليس ذلك دليلاً على وجود اختلالات عميقة يخشى البعض كشفها للرأي العام؟

وإذا كان رئيس جماعة الجديدة ينتفض أمام نقد داخلي بنّاء يصدر من قيادي حزبي، فلماذا لم يُبد أي رد فعل تجاه حملات الاستهزاء التي شنّها إعلاميون وفاعلون رقميون بشأن الوضع المزري للمدينة أمثال أشرف بلمودن و الرمضاني ، وما أضر بصورتها السياحية وكرامة سكانها؟

إن السيد عثمان الطرمونية، رئيس جماعة أولاد افرج، يقود مركزاً صاعداً يسير بثبات نحو التحوّل إلى بلدية في أفق سنة 2028، مستنداً إلى تطلعات سكانها ودينامية تنموية واضحة لم يشعر معها السكان يوماً بأنهم ينتمون إلى جماعة قروية.

وجاء البلاغ الموجَّه ضده بلغة متوترة، محملة بالمغالطات، هدفها الوحيد إنقاذ ماء الوجه وتغطية شمس الحقيفة بغربال المغالطات و الأكاذيب .

جماعة أولاد افرج، المنتمية ترابيا لعمالة الجديدة، تجمعها علاقة تاريخية وطيدة بمدينة الجديدة، وقد شكلت نموذجاً في الإصلاح وشهادة على حكامة التدبير، وفق شهادة عامل الإقليم الأسبق. لذلك، من حق السيد عثمان الطرمونية التعبير عن غيرته على المدينة الأم، التي تعيش تراجعاً واضحاً عن مسار التنمية الحضرية المنشودة.

البلاغ الصادر عن رئيس جماعة الجديدة، فلا يعدو أن يكون تنكراً لدور قيادي داخل الحزب يمثله السيد عثمان الطرمونية، الذي خوله موقعه في اللجنة التنفيذية تقييم أداء منتخبي الحزب وتوجيههم نحو الارتقاء بفعالية التدبير.

ويُعد عثمان الطرمونية أحد أبرز الأسماء داخل حزب الاستقلال:

رئيس الشبيبة الاستقلالية.
عضو اللجنة التنفيذية.
ممثل الدائرة التشريعية لمدينة الجديدة.
عضو بمجلس المستشارين.
وتمنحه هذه الصفات كامل الشرعية للحديث باسم الحزب، وإبداء رأيه في أداء المجالس الجماعية.

أما السيدة إيمان بنربيعة، عضوة اللجنة التنفيذية نفسها، فقد اختارت الصمت، ولم تُصدر أي بلاغ يرد على تصريحات الطرمونية، وهو ما يُقرأ سياسياً على أنه تفهم أو موافقة ضمنية لمواقفه، في مفارقة تزيد من عزلة رئيس الجماعة.

عندما يتحدث السيد عثمان الطرمونية باسم حزب الاستقلال، فهو يفعل ذلك بصفته قائداً شرعياً، استحق مكانته بكفاءته وتكوينه الأكاديمي الرفيع كخريج جامعة الأخوين، وحامل لماجستير الاقتصاد المالي والإدارة من إحدى أهم الجامعات البريطانية، فضلاً عن تجارب دولية مرموقة، مما يجعله مشروع وزير أول مستقبلي للمغرب.وهذا ما يميّزه عن رئيس جماعة الجديدة، الذي يظل غامضاً فيما يخص تكوينه العلمي والسياسي وقدرته على قيادة مدينة بهذا الحجم.

لقد أثبت الزمن أن عهد التحكم العائلي في القرار المحلي قد انتهى، وأن المغرب يعيش اليوم مرحلة “مغرب الكفاءة” كما يؤكد الخطاب الملكي السامي. والسيد عثمان الطرمونية يفرض نفسه بكفاءته، لا باسم عائلته، ورغبته الصادقة في الإصلاح.

تصريحاته الأخيرة عكست لغة راقية، وكاريزما قيادية، وثقة بالنفس، وجرأة مسؤولة، تؤكد أنه رجل إصلاح. همه الأول استكمال المشروع التنموي لأولاد افرج، ولا يبدي أي رغبة في الترشح بالجديدة، احتراماً لأخلاقيات العمل الحزبي.

غيرته على مدينته الأصلية دفعته لقول الحقيقة: فهو غير راضٍ عن أداء المجلس الجماعي للجديدة، ورأى ضرورة دقّ ناقوس الخطر، وربما التدخل لإنقاذ المدينة إن اقتضى الأمر.

وإذا كانت مدينة الجديدة حسب البلاغ  “ليست أرضاً خلاء”، فنسأل بكل موضوعية: هل يشرف أي مسؤول ما وصلت إليه المدينة؟

فوضى عمرانية غير مفهومة اعتبرتها وزيرة التعمير المغربية بقبة البرلمان جريمة عمرانية .و محطة طرقية تحيطها مجموعة من الخروقات.
فيلات محاصرة بسكن اقتصادي يفتقد لأبسط شروط التهيئة الحضرية.
غياب كلي لمارب و مواقف السيارات، مما يحوّل حياة السكان إلى معاناة يومية، خصوصاً في الصيف و تنعكس سلبا على اقتصاد المدينة .
مطاعم ومقاهٍ بلا رؤية سياحية واضحة.
غياب مكتب سياحي في مدينة ساحلية.
تدهور البنية الشاطئية وهروب المصطافين إلى مدن أخرى.
انتظار موسم مولاي عبد الله لإنعاش الاقتصاد بشكل ظرفي وهش.
بنية تحتية متهالكة، وإشارات مرور لا تعمل رغم حداثتها.
أزمة نفايات خانقة جعلت المدينة تبدو متسخة.
هذه ليست صناعة بطولة، بل قراءة موضوعية للواقع.
المجلس الجماعي لم يشعر بحجم الكارثة، حتى الروائح المنبعثة من المزابل لم يستطع إدراكها، خصوصاً في شارع النصر، الذي أصبح رمزاً للهزيمة الحضرية.إن السيد عثمان الطرمونية يعتمد على كفاءته وتكوينه العالي في التسيير، برؤية مستقبلية واضحة، ويجب تشجيعه على دخول غمار إنقاذ مدينة الجديدة من الانهيار.كما يكفي أن نتأمل التقسيم الجهوي الجديد: “جهة الدار البيضاء  سطات” … أين اسم الجديدة، بعد أن كانت “دكالة” جهة وازنة لها اعتبارها؟

فالمدن تُقاس بأهلها، والجديدة اليوم تحتاج إلى إعادة الاعتبار، إلى قيادة جديدة تملك الرؤية والجرأة، وهو ما يجعل السيد عثمان الطرمونية بالنسبة لكثيرين “عمدة المستقبل” الذي قد يعيد للمدينة مكانتها.

كفى من التضليل على مواقع التواصل الاجتماعي، وكفى من محاولة إنقاذ أشخاص أو أسماء. المطلوب هو إنقاذ مدينة، لا إنقاذ عائلات سياسية

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *