المرواوي: دعم ترامب للصحراء المغربية ليس ظرفيا بل خيار استراتيجي أمريكي

قال الباحث في سلك الدكتوراه بلال لمرواوي، إن تأكيد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على دعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، هو رسالة سياسية قوية تحمل أبعاداً استراتيجية، وتؤكد أن الاعتراف بمغربية الصحراء خيار لا رجعة فيه ضمن التوجه العام في واشنطن. وأوضح لمرواوي في تصريح لدوزيم، أن صدور هذا التصريح يدل على وجود تفاق ضمني داخل الدولة الأمريكية العميقة على جدية المقترح المغربي وواقعيته.

وأضاف الباحث أن هذا التصريح يضع حدا لحالة الغموض التي طغت على مواقف بعض دوائر صنع القرار الأمريكي، ويعيد الزخم السياسي لمسار الاعتراف، خصوصا في ارتباطه بالاتفاق الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرا إلى أن العودة لهذا المسار تعني أيضا انخراطا أمريكيا واضحا في منطق الاستقرار وتنمية الأقاليم الجنوبية.

كما اعتبر لمرواوي أن الموقف الأمريكي ليس فقط دعما لملف الصحراء، بل هو دعم شامل للنموذج المغربي بقيادة جلالة الملك محمد السادس، والذي يجمع بين الاستقرار السياسي، والانفتاح الاقتصادي، والإصلاحات المؤسساتية، مشيرا إلى أن هذا التوجه ينسجم مع ما جاء في تقرير الخارجية الأمريكية لسنة 2024، الذي أبرز دور المغرب المحوري في حفظ الأمن الإقليمي، خاصة بمنطقة الساحل والصحراء.

وفي الجانب الاقتصادي، شدد لمرواوي على أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء يفتح المجال أمام استثمارات أمريكية كبرى في الأقاليم الجنوبية، لاسيما بعد إطلاق مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، الذي وصفه بـ”حجر الزاوية” في تنزيل مشروع الجهوية المتقدمة. كما لم يستبعد أن يفعل قرار فتح قنصلية أمريكية بالداخلة، بما يدعم الحضور الأمريكي في هذه المنطقة الواعدة.

وختم الباحث تصريحه بالتأكيد على أن العلاقات المغربية الأمريكية تتجه نحو مرحلة جديدة من الشراكة المتكاملة، قوامها الاعتراف السياسي والانخراط الاقتصادي، بما ينسجم مع الرؤية الملكية لبناء نموذج تنموي متوازن ومنفتح على الشركاء الدوليين.