العلاقات المغربية الموريتانية خلال 2024: الاقتصاد هو مفتاح التقارب
شهدت العلاقات بين المغرب وموريتانيا تطورا خلال السنوات القليلة الماضية، اتسم بـ”التقارب” بهدف تحقيق مصالح مشتركة للبلدين، ورغم التباين في مواقف البلدين إزاء عدد من القضايا، وتوقع خبيران مغربيان تطور العلاقات بين الرباط ونواكشوط في ظل ولاية ثانية لمدة 5 سنوات للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
ويرى الخبيران أن “الاقتصاد هو مفتاح العلاقة بين البلدين”، حيث ستحاول موريتانيا الحفاظ على “التوازن العام” في علاقاتها مع المغرب والجزائر، وهو التوازن نفسه الذي تنتهجه في سياستها الخارجية.
وتشهد العلاقات بين المغرب وموريتانيا تطورا خلال السنوات الماضية، خاصة على المستوى الاقتصادي، وتبادل الزيارة بين المسؤولين. وهكذا شهدت العلاقات بين البلدين تطورا منذ تولي محمد ولد الشيخ الغزواني سدة الحكم عام 2019. وتوقع خبير العلاقات الدولية، خالد الشيات، استمرار المسارات الطبيعية بين البلدين كما كانت عليه.
وفي تصريح صحفي، اعتبر الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة أن هناك استمرارية للعلاقات الطبيعية بين البلدين. وأوضح أن “الاستقرار الذي يمكن تتبناه الحكومة الموريتانية يرتكز على درجة اعتماد نواكشوط على الرباط في التطور الاقتصادي والاجتماعي في الأشهر القادمة”.
وأشار الشيات إلى أن “مبادرة الأطلسي ستكون أكثر حضورا بالنسبة لموريتانيا، ما سيدفعها للتقارب مع المغرب استراتيجيا”.
ومن شأن المبادرة تمكين دول الساحل من الدخول مباشرة إلى المحيط الأطلسي لتسويق منتجاتها، وتحقيق تنمية شاملة لمواطنيها، وهو ما يتماشى مع سياسة مغربية تبحث عن تمكين تلك الدول من التحكم في ثرواتها ومستقبلها.
وفي دجنبر، اتفق وزراء دول الساحل الإفريقي، بمدينة مراكش المغربية، على إنشاء فريق عمل وطني في كل دولة لإعداد واقتراح سبل تفعيل مبادرة جلالة الملك محمد السادس، لاستفادة بلدان الساحل من المحيط الأطلسي، فيما غابت موريتانيا عن اللقاء.
بدوره، قال حسن علوان، الباحث في العلاقات الدولية، إن العلاقات بين البلدين شهدت تطورا منذ الولاية الأولى للغزواني، متوقعا تطورها خلال الولاية الثانية.
وأوضح علوان في تصريح لوكالة الأنباء التركية، أن العلاقات بين البلدين “تطورت بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي”. وقال علوان إن “مفتاح العلاقة بين المغرب وموريتانيا اقتصادي”، معتبرا نواكشوط شريكا اقتصاديا مهما للرباط.
ويرى علوان أن “المغرب لا يمكن أن يطلق مبادرة الأطلسي دون التنسيق مع موريتانيا، وتفاهمات بين البلدين وتقسيم للأدوار”. وأشار إلى أن “تأخر موريتانيا في الانخراط في المبادرة يعد مسألة وقت فقط”. وأوضح علوان أن العلاقات بين البلدين شهدت توقيع اتفاقيات وزيارات متبادلة للمسؤولين.