أخنوش: المملكة المغربية تدرك أهمية الرهان على قطاعات المستقبل
أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش،، اليوم الخميس في بكين، أن المملكة المغربية تدرك أهمية الرهان على قطاعات المستقبل، مثل الطاقات المتجددة، وصناعة السيارات الكهربائية، وصناعة الطائرات، والصناعات الإلكترونية، والهيدروجين الأخضر.
وأوضح أخنوش، خلال كلمته في قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي، أن “بلادنا راهنت على إطلاق مبادرات طموحة لتحديث القطاع الزراعي، من بينها مخطط “المغرب الأخضر” ثم استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030”.
وأضاف أن المملكة نجحت في تحديث قطاع الزراعة وتعزيز إنتاجيته واستدامته لضمان السيادة الغذائية، وذلك في مواجهة تحديات التغيرات المناخية وآثارها على الزراعة، وضمان الأمن الغذائي في الدول الإفريقية، في ظل تحديات تنموية واجتماعية وضغط على الموارد الطبيعية، ولا سيما الموارد المائية.
وأشار رئيس الحكومة إلى أنه في إطار تعزيز الحكامة الجيدة للماء، يقوم المغرب، وفقاً للتوجيهات الملكية السامية، بتنفيذ مشاريع كبرى تتجاوز قيمتها 14 مليار دولار، من بينها اعتماد السقي بالتنقيط في القطاع الزراعي، واستكمال بناء السدود، ونقل المياه بين الأحواض عبر “طرق سيارة للمياه”، إلى جانب مشاريع مبتكرة لتحلية مياه البحر. هذه المشاريع ستوفر حاجيات المغرب من المياه سواء للزراعة أو الشرب.
وأبرز أن المملكة اعتمدت استراتيجيات طموحة، مثل “الميثاق الوطني للانبثاق الصناعي” ومخطط “التسريع الصناعي”، اللذين ساهما في تطوير القدرات الصناعية وتعزيز الابتكار، مشيراً إلى إطلاق ميثاق جديد لتعزيز التنافسية الاستثمارية بهدف دعم تواجد المقاولات المغربية دولياً وزيادة جاذبية الاستثمارات الأجنبية.
وأكد أخنوش أن السياسة الإفريقية للمملكة المغربية ركزت على التنمية الفلاحية والأمن الغذائي، مشيراً إلى أن الفلاحة كانت عنصراً أساسياً في استراتيجية التعاون مع الدول الإفريقية، خلال زيارات الملك محمد السادس، سواء عبر برامج التعاون أو من خلال توجيهات الملك للمكتب الشريف للفوسفاط لتنفيذ برامج خاصة بالدول الإفريقية.
ولمواجهة تحديات الأمن الغذائي في إفريقيا، أطلقت المملكة مشاريع كبرى، مثل بناء مصانع لإنتاج الأسمدة في إثيوبيا ونيجيريا. وأضاف أن المكتب الشريف للفوسفاط عزز حضوره في إفريقيا عبر افتتاح 12 تمثيلية في مختلف أنحاء القارة، بالإضافة إلى إطلاق ثمانية مشاريع صناعية لتوزيع وإنتاج الأسمدة.
وأكد أخنوش أن المغرب، بفضل موارده الاستراتيجية، سيظل شريكاً مثالياً للصين وإفريقيا في تنفيذ مختلف المبادرات المشتركة، مشيراً إلى أن التعاون يركز على قطاعات حيوية، مثل تحديث الزراعة وتطوير البنية التحتية والطاقات المتجددة.
وفي سياق آخر، اعتبر أخنوش أن النظام الدولي يواجه في السنوات الأخيرة توالي وتداخل الأزمات الجيوسياسية، في عالم متعدد الأقطاب، مما يجعل تعزيز التعاون الصيني-الإفريقي ضرورياً لمواجهة التحديات.
وشدد على أن المملكة المغربية ستظل مستعدة للمساهمة في تعزيز منتدى التعاون الصيني-الإفريقي من خلال تطوير آلياته وبرامجه ومبادراته في مختلف القطاعات، والاستفادة من التجربة الصينية الرائدة.
وأشار أخنوش إلى أن أهداف المنتدى تتقاطع مع المبادرات التي أطلقها الملك محمد السادس، والتي تعكس التزام المغرب بالسلام والاستقرار والتكامل الإقليمي والتنمية المستدامة في إفريقيا، مثل المبادرة الدولية لتيسير وصول بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، والتي تهدف إلى تعزيز التجارة والتبادلات الاقتصادية.
ولفت إلى أن مشروع خط أنابيب الغاز نيجيريا-المغرب، الذي يسعى إلى إنشاء ممر طاقة استراتيجي يعزز التعاون في مجال الطاقة ويحفز النمو الاقتصادي في المنطقة، مؤكداً أن المملكة المغربية على يقين بأن هذه المبادرات، المدعومة بالشراكات الثلاثية، ستلعب دوراً حيوياً في تحقيق مستقبل مزدهر ومستدام لإفريقيا.