هولسيم سطات… تنمية بالدخان وغبار أبيض يخنق هواء مزامزة الجنوبية

هولسيم سطات… تنمية بالدخان وغبار أبيض يخنق هواء مزامزة الجنوبية
سطات : مجلة 24

 

 

في مشهد يتكرر يوميا بجماعة مزامزة الجنوبية بإقليم سطات، تواصل شركة لافارج هولسيم نفث أدخنتها البيضاء في سماء المنطقة، في مشهد يثير استياء الساكنة ودهشة المراقبين. فبينما ترفع الشركة شعارات التنمية والمساهمة الاجتماعية، يعيش المواطنون على وقع “غبار أبيض” يلتصق بالأشجار، يغطي السيارات، ويتسلل إلى صدور الأطفال والكهول على حد سواء.

فقد توصلت مجلة 24 بصور حصرية بتاريخ اليوم 17 أكتوبر 2025، توثق انبعاث دخان كثيف من مداخن المصنع، في وقت يؤكد فيه سكان المنطقة أن هذه الانبعاثات لا تتوقف، إذ تُطلق نهارا أمام أعين الجميع، وتستمر ليلاً في صمت قاتل، دون أي تدخل يُذكر من الجهات الوصية.

الساكنة المحلية ترى أن “هولسيم” التي ترفع شعار التنمية المستدامة، لم تترك خلفها سوى تلوث بيئي مزمن، وغبار قاتل يهدد صحة الإنسان والحيوان، ويدمر الفلاحة التي تُعتبر مصدر رزق أساسي للأسر القروية.
يقول أحد الفلاحين بأسف: “كنا نعيش من زراعة الشعير وتربية النحل، اليوم النحل هرب والزرع ما بقاش يطلع، كلشي مات بالدخان…”

وفيما تروج الشركة لمشاريعها الاجتماعية من قبيل بناء المدارس أو دعم النقل المدرسي، يرى المواطنون أن ما تقدمه لا يُوازي حجم الأضرار التي لحقت بالبيئة والإنسان، معتبرين أن “تنمية هولسيم” ليست سوى دخان يغطي على الحقيقة المرة.

المنطقة اليوم لا تعاني فقط من الدخان والغبار، بل من عطش متفاقم يهدد الفلاحة المحلية، مما يجعل الوضع البيئي والاجتماعي ينذر بانفجار احتجاجي إن استمر الصمت الرسمي تجاه ما يجري.

ويبقى السؤال مطروحا بإلحاح
هل ستتحرك السلطات الإقليمية والبيئية لفتح تحقيق حول هذه الانبعاثات المريبة؟ أم أن “التنمية المغبّرة” ستظل شعارا يرفع في وجه ساكنة مزامزة الجنوبية كلما طالبوا بحقهم في هواء نقي وبيئة سليمة؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *