من زاوية أخرى ..سطات إنقطاع المياه وصمت المسؤولين

من زاوية أخرى ..سطات إنقطاع المياه وصمت المسؤولين

مدينة سطات تعيش اليوم واقعا مريرا على جميع المستويات، حيث بات انقطاع المياه الصالحة للشرب من أبرز مظاهر هذه المعاناة. لم يعد الماء الذي يصل إلى المنازل صالحا حتى لتلبية أبسط الاحتياجات اليومية، الا الوضوء أو الاستحمام، بسبب تغير طعمه وجودته السيئة. هذا الوضع أثار غضبا واسعا بين سكان المدينة، الذين عبروا عن إحباطهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، متسائلين عن دور المسؤولين في معالجة هذه الأزمة.

في يوم واحد فقط، توقفت الحياة بسطات، حيث أغلقت المحلات والمقاهي أبوابها نتيجة انقطاع الماء. ولم تقدم الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء الشاوية أي إشعار مسبق يتحدث عن تقليص الصبيب إلى خمسين بالمائة، بل اكتفت بنشر بلاغ يفتقد إلى ما يطمئن الساكنة وزبناء الوكالة. وما زاد الطين بلة هو إرسال فواتير استهلاك المياه للمنازل رغم رداءة الخدمة المقدمة.

وفي ظل هذه الأزمة، لجأ العديد من سكان سطات إلى البحث عن بدائل للحصول على الماء، حيث أصبح البعض يعتمد على الآبار الخاصة لغسل السيارات، بينما يشتري آخرون قنينات المياه المعبأة من الشركات، مما أدى إلى ازدهار هذه التجارة في المدينة رغم ارتفاع أسعارها. تراهم يجوبون الشوارع بشاحنات كبيرة لتوزيع المياه على البقالين، في مشهد يعكس حجم المعاناة التي يعيشها المواطن.

ورغم هذه الظروف القاسية، التزم المنتخبون ومسيري الشأن المحلي الصمت، ولم يتحرك أي منهم لمواجهة الأزمة أو تقديم حلول جذرية. الكل يكتفي بالمشاهدة وترك المواطنين يغرقون في مشاكلهم المتراكمة. الوكالة المستقلة لتوزيع الماء  من جانبها، تواصل قطع الماء دون أن تلتزم بتحسين الخدمة أو توضيح الأسباب الحقيقية وراء الأزمة.

نعلم أن هناك نقصا في السد الذي يزود الإقليم بالماء، وندرك أن قلة الأمطار تزيد من تفاقم الأزمة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما هو الحل؟ هل سيستمر سكان سطات في المعاناة دون تحرك حقيقي من الجهات المعنية؟ أم أن هناك أمل في إيجاد حلول مستدامة تضمن توفير المياه الصالحة للشرب لجميع المواطنين؟

الأمل معقود على أن يعي المسؤولون حجم المعاناة وأن يتحركوا بسرعة لحل الأزمة، لأن الصمت والتجاهل لن يزيد الوضع إلا سوءاً. لا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة ومستدامة لضمان حق المواطنين في الحصول على المياه الصالحة للشرب، ولإعادة الحياة إلى طبيعتها في مدينة سطات.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *