المركز الصحي بجماعة الحوازة ضواحي سطات … غياب الطبيب وتأجيل الألم إلى إشعارٍ آخر

سطات: بوشعيب نجار
في قلب جماعة الحوازة ضواحي سطات، يعاني المواطنون بصمت من واقع صحي مقلق داخل مركز صحي تحوّل إلى مجرّد مبنى بلا روح، عنوانه التأخر المستمر للطبيبمركز صحي بالحوزة… غياب الطبيب وتأجيل الألم إلى إشعارٍ آخر، وسوء المعاملة، وغياب الحدّ الأدنى من شروط الكرامة الصحية.
شيوخ، نساء، وأطفال يتوافدون يوميًا على المركز في عز الصيف، تحت لهيب الشمس، فقط في انتظار “الطبيب المنقذ”، الذي اعتاد التأخر لساعات أو الغياب دون تبرير مقنع. مشهد مأساوي يتكرر أمام أبواب المركز، حيث يظل المرضى في العراء، يَعدّون الوقت وينتظرون العلاج، وكأنّ الزمن توقف في هذا الفضاء الذي من المفترض أن يكون مصدر راحة وشفاء.
وما يزيد الوضع قتامةً، هو أن الطبيب، حين يحضر، يُجبر المرضى على جلب أوراق بيضاء لكتابة الوصفات الطبية، في ظل غياب الأوراق الرسمية المعتمدة من طرف الوزارة، مما يطرح علامات استفهام حول تدبير المركز وحجم الاستهتار بالمسؤولية. ولا تقف المعاناة عند هذا الحد، بل تتعداها إلى سوء معاملة بعض المرتفقين، في وقتٍ يُفترض فيه أن يُحتضن المريض لا أن يُهان.
جدير بالذكر أن الفرع المحلي للمرصد الوطني لتخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد بذات الجماعة ،سبق له أن راسل مندوبية وزارة الصحة بسطات بشأن هذه الوضعية المزرية، مطالبا بالتدخل العاجل وإنهاء حالة التسيب والإهمال، إلا أن دار لقمان ما تزال على حالها، وكأنّ لا أحد يسمع أو يرى.
الوضع يطرح بإلحاح سؤال المسؤولية والرقابة، ويدق ناقوس الخطر بشأن الحقوق الصحية للمواطنين القرويين الذين يزدادون هشاشة وتهميشا في كل موسم. فهل تتحرك الجهات الوصية لوضع حد لهذا الاستهتار، أم أن المرض سيبقى مؤجلا إلى إشعارٍ آخر؟
بهتان و كذب.يكفي أن تأتي إلى المركز الصحي لتقف على قيمة الخدمات الصحية التي تقدم للمرتفقين من سكان الجماعة