زووم : جماعة “ريما” ضواحي سطات … ثلاثون سنة من الجمود التنموي تحت رئاسة واحدة!

سطات : بوشعيب نجار
تعيش جماعة ريما التابعة لإقليم سطات واقعا تنمويا مترديا، يثير العديد من التساؤلات حول جدوى استمرار رئيس واحد على رأس الجماعة لأكثر من 30 سنة، دون أن تعرف المنطقة أي تحوّل يُذكر في بنيتها التحتية أو أوضاع ساكنتها. وضعٌ يجعل الحديث عن التنمية المحلية في هذه الجماعة ضربًا من الخيال، ويطرح علامات استفهام حول دور السلطات الإقليمية في تتبع ومراقبة أداء المجالس المنتخبة.
فرغم توالي الدعوات والخطابات الملكية السامية التي تشدد على العدالة المجالية والإنصاف التنموي وربط المسؤولية بالمحاسبة، فإن جماعة ريما تبدو وكأنها خارج هذا السياق، تعيش شبه عزلة مزمنة، على مستوى الطرق، المرافق العمومية، الفضاءات الشبابية، بل وحتى أبسط مقومات العيش الكريم.
في مشهد يثير الاستياء، تُركن سيارة الإسعاف التابعة للجماعة في منزل الرئيس، وتُسخّر لخدمة بعض المقربين منه فقط، بينما يُجبر باقي المرضى من المواطنين على البحث عن وسائل نقل خاصة، للوصول إلى المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بسطات لتلقي العلاج. وما يزيد الوضع قتامة، أن المستوصف الصحي المحلي أغلق أبوابه منذ فترة، وأصبح مهجورًا، في وقت لا تتوفر فيه الجماعة حتى على مصل ضد لسعات العقارب، ما يهدد أرواح السكان، خاصة في فترات الصيف.
الساكنة، حسب شهادات متفرقة، تشعر بأنها رهينة واقع اجتماعي قاسٍ، يطغى عليه الإهمال والتهميش. الأدهى من ذلك، أن أجواء الخوف والتوجس تخيم على نفوس البعض، في ظل ما يصفونه بـ”تسلط” الرئيس و”تلفيق التهم” لكل من يحاول المطالبة بالتغيير أو كشف واقع الإقصاء الذي تعيشه الجماعة.
في ظل هذا الواقع، يغيب أي صوت فاعل من المجتمع المدني المحلي، الذي يُفترض أن يلعب دور الوسيط والرافع لقضايا المواطنين، كما تُسجل مظاهر العبث الرمزي، مثل غياب العلم الوطني على بعض المؤسسات العمومية، في مشهد صادم يكرّس التهميش ويفضح غياب حس الانتماء المؤسسي.
ويبقى السؤال الكبير الذي يتردد على ألسنة الساكنة: هل هذا هو “ثمن” تصويتهم المتكرر على نفس الوجوه لعقود؟ أم أن هناك خللاً أعمق في منظومة الحكامة الترابية يستدعي تدخلاً حازمًا من الجهات المسؤولة لوضع حد لحالة الجمود هذه؟
إن جماعة ريما اليوم ليست فقط أمام أزمة تسيير، بل أمام أزمة ثقة في المؤسسات، تستدعي إعادة بناء العلاقة بين المواطن والمسؤول، على أسس المحاسبة، الشفافية، وتجديد النخب السياسية بما ينسجم مع تطلعات جيل جديد من المواطنين.
يتبع …..الحلقة القادمة ..جماعة بدون إنارة ولا طرق معبدة… حين يتحوّل غياب البنية التحتية إلى وجه يومي للمعاناة