صلاح الدين مزوار يعود إلى الواجهة الاقتصادية لإنقاذ شركة “سطافيكس” بسطات من الإفلاس

سطات : بوشعيب نجار 

في خطوة وُصفت بالمنقذة، أقدم الوزير السابق ورجل الأعمال البارز صلاح الدين مزوار على اقتناء الحصص الكبرى في شركة “سطافيكس” المتخصصة في صناعة النسيج بمدينة سطات، في محاولة جدية لإنقاذها من الإفلاس بعد أن وصلت إلى مرحلة حرجة بسبب تراكم الديون وسوء التسيير.

وكشف مصدر موثوق أن الشركة التي كانت تُعد من أبرز الوحدات الصناعية بجهة الشاوية ورديغة، عانت في السنوات الأخيرة من أزمة مالية خانقة أدت إلى إغلاقها مؤقتاً، مما وضع أكثر من 450 عاملاً مباشرة 100 عامل غير مباشرة  في مواجهة شبح البطالة والتشرد، وبلغ الاحتقان الاجتماعي ذروته بعد تصعيد الاحتجاجات إلى قبة البرلمان.

المفارقة أن شركة “سطافيكس” كانت في وضعية مالية مستقرة وواعدة حينما كان مزوار يشغل منصب رئيس مجلسها الإداري سابقًا، إلا أن انسحابه من تدبيرها وتركها بين أيدي إدارة أجنبية، وتحديدًا مدير إسباني، تسبب في تراجع حاد على مستوى الإنتاج والتوازن المالي بسبب سوء الحكامة.

تدخل صلاح الدين مزوار جاء في الوقت الحاسم، حيث باشر خطوات ملموسة لإنقاذ الشركة، بدأت بشراء الحصص المسيطرة، وتلتها مباشرة إجراءات قانونية لتحويل الأسهم وطلب قرض من الدولة لتسوية الديون المتراكمة التي قُدرت بمليارات السنتيمات.

ومن المرتقب أن تعود الشركة إلى نشاطها الطبيعي بحلول شهر شتنبر المقبل، بعد استكمال جميع المساطر الإدارية، مما يبعث الأمل في نفوس العمال وعائلاتهم ويعيد الحياة الاقتصادية إلى جزء مهم من مدينة سطات.

يُذكر أن صلاح الدين مزوار ليس غريبًا عن قطاع النسيج، إذ سبق له أن شغل منصب مدير عام لفرع مجموعة نسيجية إسبانية بسطات بداية التسعينات، وسبق أن انتُخب رئيسًا للجمعية المغربية للصناعات النسيجية والملابس، كما تولى مناصب بارزة في الدولة من بينها وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ووزير الاقتصاد والمالية، ووزير الصناعة والتجارة وتأهيل الاقتصاد.

حاصل على عدة دبلومات عليا من جامعات مرموقة بفرنسا والمغرب، كما يُعرف بنشاطه الرياضي السابق كلاعب في المنتخب الوطني لكرة السلة، وكان نائبًا لرئيس نادي الرجاء البيضاوي.

عودة مزوار إلى الواجهة من بوابة سطات تفتح باب الأمل أمام القطاع الصناعي الذي تضرر بشدة خلال السنوات الأخيرة، وتعزز من فرص إنعاش الاقتصاد المحلي واستقرار الشغيلة.