سطات.. حراس أمن خاص بمستشفى الحسن الثاني بلا رواتب منذ شهرين: من يُنصف “عمّال الظل”؟

سطات : بوشعيب نجار
رغم حرارة الصيف وضغوط الحياة اليومية، لا تزال فئة من أبناء مدينة سطات تقاوم في صمت خلف أبواب المستشفى الإقليمي الحسن الثاني، دون أن تلتفت إليهم الجهات المسؤولة. يتعلق الأمر بحراس الأمن الخاص الذين يواصلون أداء مهامهم الحساسة والحيوية داخل المؤسسة الصحية، في غياب تام لأي حماية اجتماعية أو ضمان للكرامة الشغلية.
هؤلاء الحراس، الذين يطلق عليهم محلياً لقب “عمّال الظل”، لم يتوصلوا برواتبهم الشهرية منذ شهرين كاملين إلى حدود كتابة هذه السطور، رغم أن أجرتهم الهزيلة لا تتجاوز 2000 درهم شهرياً، وهو مبلغ بالكاد يسدّ رمق الحياة في ظل موجة غلاء الأسعار والارتفاع الصاروخي لتكاليف المعيشة.
وما يزيد الوضع تفاقما، أن العديد منهم يكتري شققا سكنية ويتحمّل أعباء أسرية ثقيلة، في وقت يفرض عليهم العمل لساعات طويلة قد تصل إلى 13 ساعة في اليوم، في انتهاك واضح وصريح لمقتضيات قانون الشغل المغربي ولاتفاقيات العمل الدولية المتعلقة بالحد الأدنى من الحقوق الأساسية للعامل.
الغريب في الأمر أن المستشفى العمومي، الذي يُفترض أن يكون نموذجاً في احترام القانون والمؤسسات، يتحول إلى مسرح لتكرار الاستغلال الشغلي المُمأسس، في ظل صمت وزارة الصحة والجهات المعنية بالمراقبة، مما يطرح أكثر من سؤال حول مسؤولية الشركة المتعاقدة، ومدى مراقبة دفاتر التحملات والشروط القانونية للتشغيل.
إن ما يقع اليوم داخل هذه المؤسسة العمومية لا يمكن اعتباره فقط تأخرا في الأداء، بل هو شكل من أشكال الحيف الاجتماعي والتمييز الطبقي، الذي لا يعكس سوى اختلال منظومة الحماية الاجتماعية، وتنامي ظاهرة “العمل غير الكريم” داخل قطاعات يُفترض أنها حيوية.
فإلى متى سيظل حراس الأمن الخاص الحلقة الأضعف في سلسلة التعاقدات العمومية؟
ومن يردّ لهؤلاء الكرامة المهدورة والحق الضائع؟
وهل من جرأة لدى المسؤولين لفتح تحقيق ومساءلة المتورطين في هذا الوضع الشاذ؟
إنها أسئلة مؤلمة لكنها ضرورية… في انتظار فعل يُعيد الاعتبار لعمال ما زالوا يشتغلون لا بسلطة القانون، بل بإيمانهم أن لقمة العيش لا تُهان.