سطات بلا مسابح عمومية.. شبح الغرق يهدد شباب المدينة كل صيف

الرباط : مجلة 24
مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يتجدد قلق سكان مدينة سطات والإقليم المحيط بها بسبب النقص الكبير في المرافق الترفيهية والمسابح العمومية، خاصة تلك الموجهة للأطفال والشباب والأسر محدودة الدخل. هذا الخصاص لا يعكس فقط غياب الفضاءات الترفيهية، بل يكشف عن ثغرة بنيوية في التخطيط الحضري والاجتماعي بالمدينة، ما يجعل صيف سطات كل عام موسماً للحوادث المأساوية.
في ظل غياب مسابح عمومية مؤهلة ومفتوحة في وجه العموم، يجد عدد من الأطفال والشباب أنفسهم مضطرين للتوجه إلى وديان المنطقة، أبرزها وادي أم الربيع، أو نحو صهاريج المياه، في محاولة للهروب من لهيب الشمس، لكن بثمن قد يكون حياتهم. وللأسف، تتكرر كل عام مشاهد الغرق التي تحوّل متعة الصيف إلى مآسي تحفر في ذاكرة أسر الضحايا.
وفي هذا السياق، وجه النائب البرلماني محمد غياث مراسلة رسمية إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، دعا فيها إلى ضرورة التدخل العاجل لدعم مشاريع إحداث وتأهيل مسابح عمومية بمدينة سطات، مؤكداً على أهمية إدماج المدينة في البرامج الوطنية التي تروم تعميم ممارسة السباحة والرياضات المائية. كما طالب ببرمجة أنشطة صيفية تستهدف فئة الأطفال والشباب، بشراكة مع الجماعات الترابية والمؤسسات التعليمية، لتوفير بدائل ترفيهية آمنة ومنظمة.
وأكد النائب البرلماني أن “الحق في الترفيه والرياضة ليس ترفا، بل هو ضرورة مجتمعية وتنموية”، مشددا على أهمية متابعة تفاعل الحكومة مع هذه المطالب، خاصة في ظل الارتفاع المهول لأسعار المسابح الخاصة، والتي تظل خارج متناول شريحة واسعة من ساكنة المدينة.
وتبقى سطات نموذجا صارخا لحاجة المدن المتوسطة بالمغرب إلى عدالة مجالية في توزيع المرافق الرياضية والترفيهية، في أفق بناء تنمية حقيقية تجعل من فصل الصيف فرصة للراحة والاستجمام، لا موسمًا للقلق والخسارات المؤلمة.