زيارة وفد سطاتي إلى إقليم بركان: توجيهات العامل محمد حبوها تضع جماعة سطات على سكة التجارب الناجحة

في إطار ترسيخ مبادئ الحكامة الترابية وتجويد أداء المجالس المنتخبة، قامت رئيسة جماعة سطات، مرفوقة برئيس قسم الجماعات الترابية بعمالة الإقليم، بزيارة عمل استكشافية إلى إقليم بركان، وذلك بتوجيه مباشر من عامل إقليم سطات الجديد، محمد حبوها، الذي سبق له أن شغل منصب عامل إقليم بركان.
الزيارة التي تأتي في سياق تعزيز التعاون بين الأقاليم وتبادل الخبرات في مجال تدبير الشأن المحلي، شكّلت محطة مهمة لجماعة سطات للاطلاع على التجارب الناجحة التي راكمها إقليم بركان، خاصة على مستوى شركات التنمية المحلية، التي أصبحت تشكل رافعة حقيقية لتنزيل السياسات العمومية وتحقيق التنمية المستدامة.
وفي مقدمة البرنامج، زار الوفد شركة “مرافق بركان”، حيث تم تقديم عرض شامل تضمن شروحات دقيقة وفيديو توضيحي حول مجالات تدخل الشركة، طرق اشتغالها، وآثارها الإيجابية على جودة الخدمات العمومية. هذه التجربة شكلت نموذجاً ملهماً لكيفية مساهمة الشركات المحلية في رفع نجاعة التدبير العمومي.
كما شملت الجولة زيارة لشركة “مجال بركان”، التي استعرضت أمام الوفد السطاتي تقنيات متقدمة، أبرزها استخدام الطائرات بدون طيار (الدرون) في تتبع المشاريع العمرانية وتدبير المجال الحضري، وهو ما يمثل تحولاً رقمياً حقيقياً في طريقة التفاعل مع إشكاليات التعمير والتخطيط المجالي.
أما شركة “حركية بركان”، فقد شدت انتباه الوفد بتقديم نموذج أولي لجهاز استخلاص إلكتروني محلي الصنع، مخصص لحافلات النقل الحضري، مما يعكس روح الابتكار واستثمار الكفاءات المحلية في تطوير خدمات القرب، بشكل يضمن الشفافية وفعالية الأداء.
وواصل الوفد السطاتي زيارته بمقر المجلس الإقليمي لبركان، حيث جرت جلسة عمل موسعة مع رئيس المجلس وأعضائه. اللقاء عرف نقاشاً معمقاً حول الأدوار الاستراتيجية للمجالس الإقليمية في مجال التخطيط التنموي ودعم المشاريع الاجتماعية. وتم التركيز خصوصاً على تجربة المجلس في تمويل النقل المدرسي عبر الجمعية الإقليمية لتعميم وتطوير التعليم، كآلية ناجعة لمحاربة الهدر المدرسي ودعم التمدرس بالمجالات القروية.
هذه الزيارة لم تكن مجرد جولة بروتوكولية، بل كانت خطوة عملية في إطار توجيه عامل الإقليم، محمد حبوها، لترسيخ ثقافة التعلم من النماذج الميدانية، وربط الجماعة الترابية سطات بدينامية وطنية تقوم على تبادل الخبرات وتطوير الأداء الجماعي. ويأتي ذلك في سياق الرؤية الجديدة للعامل، التي تراهن على تثمين الرأسمال البشري والمؤسساتي للجماعة، عبر اعتماد مناهج مبتكرة في التسيير، والاستفادة من التجارب المجاورة لتجاوز التحديات التنموية التي تعرفها المدينة.
وتُعتبر هذه الزيارة خطوة أولى نحو وضع اللبنات الأساسية لشراكات مستقبلية، سواء على مستوى التعاون بين المجالس المنتخبة، أو في إطار انخراط جماعة سطات في نماذج تنموية تعتمد على الذكاء المجالي، التسيير الرقمي، والخدمات الاجتماعية المبتكرة.
في نهاية المطاف، أظهرت زيارة وفد سطات إلى بركان أن التوجيهات الاستراتيجية لعامل الإقليم الجديد بدأت تُترجم على أرض الواقع بخطوات عملية، تؤكد الإرادة في إعادة تموقع جماعة سطات على خارطة الجماعات الرائدة في التدبير الترابي العصري، بما يتماشى مع روح الجهوية المتقدمة والنموذج التنموي الجديد للمغرب.