رئيسة جامعة الحسن الأول بسطات الدكتورة خديجة الصافي تشجع الشابات على الإبداع الفكري

رئيسة جامعة الحسن الأول بسطات الدكتورة خديجة الصافي تشجع الشابات على الإبداع الفكري

وتعتبر السيدة رئيسة الجامعة واحدة من النساء القلائل اللواتي شغلن هذا المنصب ببلادنا، حيث ومنذ توليها هذه المسؤولية شرعت في الاشتغال على عدة واجهات سواء على مستوى التكوين أو البحث أو الحكامة، من خلال الاعتماد على برنامج متنوع ومكثف يضم مجموعة من الأوراش والمشاريع ذات الأولوية ومن بينها تطوير وتنمية الإنتاج العلمي بالجامعة في علاقة بمحيطها، مما يؤكد أن المرأة ببلادنا لها من الإمكانيات ما يجعلها في مستوى الانتظارات التنموية بجهة الدار البيضاء سطات وببلادنا عموما.
وخير دليل على انخراط الدكتورة خديجة في ورش البحث العلمي هو دعمها مؤخرا للسيدة إنصاف الشراط من أجل إصدار أول كتاب لها تحت عنوان: المرأة والعمل السياسي بالمغرب..أية علاقة؟، خلال بداية شهر نونبر 2020، حيث يقدم هذا العمل التطور التاريخي لمشاركة المرأة في العمل السياسي بالمغرب، وكذا خلاصات الدراسة الميدانية التي قامت بها المؤلفة في إطار بحثها بسلك الدكتوراه، ويشكل هذا العمل ثمرة اهتمام ميداني وعلمي من طرف الكاتبة بموضوع المشاركة السياسية للنساء، فبالإضافة إلى التراكم المعرفي للباحثة واهتمامها العلمي بقضايا المرأة، فإنها تمارس العمل السياسي لمدة تفوق 20 سنة.
وأكدت السيدة خديجة الصافي في تقديمها لهذا الكتاب أن المغرب عرف، كما العديد من الدول العربية والغربية خلال السنوات الأخيرة، تحولات مهمة همت كل جوانب الحياة الفردية والجماعية للأشخاص، أثرت بشكل كبير على توجهاته الكبرى وعلى أوليات سياساته في كل المجالات، التي جعلت من قضايا المرأة موضوعا جوهريا في النقاش العمومي الذي يخص حاضر ومستقبل المغرب واختياراته التنموية على الصعيدين المحلي والوطني.
وتعتبر حسب رئيسة الجامعة مشاركة المرأة في العمل السياسي من بين هذه القضايا التي تحضى باهتمام كبير في كل المجتمعات لكونها تشكل المدخل الرئيسي لتحقيق التنمية، كما تمثل أرقى التعبيرات الديمقراطية التي تقوم على مساهمة النساء في تدبير الشأن العام، ومشاركتهن في خدمة المجتمع وتحمل مختلف مسؤولياته العامة والمساهمة في تحقيق نموه وتطوره.
وأكدت في إطار هذا الأطار، أنه وإنصافا للدور الذي لعبته المرأة في الكفاح الوطني من أجل التحرر، فإن المغرب بذل مجهودات كبرى منذ نهاية القرن الماضي من أجل تمكين المرأة من كل الآليات التي تسمح لها بمواصلة العمل من أجل دعم البناء التنموي بالمغرب، تجاوبا مع تطور الحركة النسائية من جهة، ومع المتغيرات الدولية التي دفعت في اتجاه حصول المرأة على المزيد من المكتسبات، من جهة ثانية.
وتضيف أنه رغم كل ما تحقق من إنجازات لصالح المرأة المغربية خلال بداية الألفية الثالثة في جميع القطاعات وعلى جميع المستويات، فإنها ما زالت تواجه الكثير من العوائق في إطار سعيها للمشاركة في كل مناحي الحياة العامة، لذلك نعتبر أن سؤال: علاقة المرأة بالعمل السياسي بالمغرب؟ ما زال يطرح نفسه بقوة، وما زالت الإجابة عنه لم تقدم بالشكل الذي يجعل بلادنا تتجاوز هذه المرحلة، لمراحل أخرى تعتبر المرأة خلالها فاعلا وشريكا للرجل في كل السياسات.
وإذا كان هذا الواقع اليوم حسب السيدة خديجة لا يسمح للمرأة بتعزيز مشاركتها السياسية وولوج مناصب القرار الحزبي والسياسي رغم عطائها الغزير في مختلف المجالات العملية والعلمية، فلا بد من التفكير بشكل عميق وبمشاركة كل القوى الحية داخل الوطن، في آليات إجرائية تناسب ثقافتنا السياسية ومميزاتنا الاجتماعية من أجل تجاوز العديد من الاكراهات التي تحول دون تنزيل النصوص على أرض الواقع فيما يتعلق بحقوق المرأة من جهة، ومشاركتها في العمل السياسي بالشكل والطريقة المطلوبتين من جهة ثانية.
ويتناول هذا العمل الفكري، موضوع مشاركة المرأة في العمل السياسي، باعتباره ظاهرة اجتماعية لها أبعاد وارتباطات كثيرة ومتنوعة، وباعتباره استأثر باهتمام أممي كبير وشكل أحد المنافذ الأساسية لضغط المنظمات الدولية على دول العالم الثالث عموما والدول الإسلامية على وجه الخصوص. كما أنه موضوع ينتمي إلى حقل الدراسات النسائية الذي لم يعد البحث فيه يقتصر على القضايا المرتبطة بالمرأة والأسرة والحركة النسائية بشكل مباشر فحسب، بل أصبح يمتد ويتشابك مع قضايا التنمية والتقدم والتطور العام للمجتمع.
يقدم الكتاب في قسمه الأول التطور التاريخي لمشاركة المرأة في العمل السياسي بالمغرب، من خلال التطرق للإطار القانوني لمشاركة المرأة في العمل السياسي (الفصل الأول) ولتاريخ مشاركة المرأة في العمل السياسي بالمغرب (الفصل الثاني)، كما يقدم في قسمه الثاني الدراسة الميدانية التي أنجزت حول موضوع مشاركة المرأة في العمل السياسي، حيث تم تحليل ومناقشة نتائج الدراسة في الفصل الأول، بينما خصص الفصل الثاني للخلاصات والتوصيات.
ولا شك أن هذا الكتاب، سيساهم في إثراء الخزانة المغربية وسيمكن الدارسين والمهتمين (أشخاص ومؤسسات) وكل النساء وعموم الناس من معطيات علمية في غاية الأهمية، كما يشكل وسيلة علمية للترافع من أجل منح النساء المغربيات المزيد من المكتسبات في العديد من المجالات.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *